دشنت إثيوبيا رسمياً العمل في سد النهضة بعد نحو 14 عاماً من البناء، ليصبح هذا المشروع العملاق واقعاً ملموساً على أرض النيل الأزرق. السد الذي تبلغ تكلفته خمسة مليارات دولار أثار جدلاً واسعاً بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى، حيث لم تتوصل الأطراف الثلاثة حتى الآن إلى اتفاقية نهائية حول تشغيل السد وتقاسم المياه. رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أكد أن المشروع لن يشكل تهديداً لدولتي المصب، وأن استخدام المياه سيكون محدوداً، موضحاً أن الهدف الأساسي من السد هو تعزيز التنمية الاقتصادية وإنتاج الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات إثيوبيا وتصدير الفائض للمنطقة.
أهمية سد النهضة لإثيوبيا والطاقة الكهربائية
سد النهضة يعد مشروعاً حيوياً لإثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 120 مليون نسمة، ويهدف إلى رفع قدرة توليد الطاقة من 750 ميغاوات إلى 5150 ميغاوات، مما يعزز البنية التحتية الكهربائية للبلاد. المشروع سيتيح تحسين وصول الكهرباء للمواطنين، بالإضافة إلى تصدير الطاقة الفائضة للدول المجاورة، وهو ما يمثل فرصة لتعزيز التنمية الاقتصادية الإقليمية. التمويل جاء أساساً من البنك المركزي الإثيوبي بنسبة 91%، فيما ساهم المواطنون في تمويل 9% من خلال سندات وهبات محلية، دون أي دعم خارجي، ما يؤكد حرص الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في تنفيذ المشروع.
إقرأ ايضاً:
تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!التوتر مع دولتي المصب مصر والسودان
رغم افتتاح السد رسمياً، فإن الخلاف مع مصر والسودان مستمر، خاصة أن مصر تعتمد على النيل بنسبة كبيرة تصل إلى 90% من مواردها المائية السنوية، بينما تعتمد السودان على حوالي 18.5 مليار متر مكعب من النيل الأزرق. إثيوبيا تصر على أن المشروع حق سيادي ولن يلحق ضرراً كبيراً بالدولتين، بينما تخشى مصر والسودان تأثير السد على حصص المياه المستقبلية، ما يجعل التوافق بين الدول الثلاثة ضرورياً لتجنب أي أزمات مائية أو توترات سياسية محتملة.
فرص التنمية الاقتصادية المشتركة
يرى رئيس الوزراء الإثيوبي أن سد النهضة يمثل فرصة مشتركة للطاقة والتنمية، حيث يمكن أن يعود بالنفع ليس على إثيوبيا وحدها، بل على الدول المحيطة أيضاً من خلال تصدير الكهرباء وتحسين التعاون الاقتصادي. المشروع يعكس الطموح الإثيوبي في استثمار الموارد الطبيعية لتحقيق النمو الاقتصادي، مع التركيز على تلبية احتياجات السكان المحليين وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الفوائد المشتركة للطاقة والمياه.
افتتاح سد النهضة يمثل مرحلة تاريخية لإثيوبيا، لكنه يظل محور جدل مع مصر والسودان بسبب التأثير المحتمل على حصص المياه، ما يفرض ضرورة التوصل إلى حلول تفاوضية تضمن التنمية المشتركة وتفادي النزاعات المستقبلية وتحقيق الاستفادة القصوى للطاقة والمياه لجميع الأطراف.