يشهد بنك إتش بي سي سويسرا تحولات كبيرة في استراتيجيته المصرفية، حيث قرر إغلاق أكثر من 1000 حساب لعملاء من الشرق الأوسط، من بينهم شخصيات بارزة تتجاوز ثرواتهم 100 مليون دولار. القرار يأتي في إطار خطة البنك لتقليص انكشافه على العملاء المصنفين عالي المخاطر والتركيز على الأسواق الأكثر استقرارًا وربحية
أسباب قرار إتش بي سي بإغلاق الحسابات
أوضح البنك أن هذا الإجراء جزء من إعادة هيكلة أوسع أعلن عنها في أكتوبر الماضي، تهدف إلى تبسيط الهيكل التنظيمي وتعزيز الرقابة الداخلية. التقارير المالية كشفت أن هناك قصورًا في تطبيق معايير العناية الواجبة مع بعض الحسابات، خاصة تلك المرتبطة بسياسيين ورجال أعمال مؤثرين في المنطقة. هذه الثغرات جعلت البنك عرضة لمخاطر قانونية وتنظيمية دفعت لاتخاذ خطوة حاسمة تجاه هذه الحسابات
إقرأ ايضاً:
جوهرة برشلونة تضع إنزاغي أمام اختبار تكتيكي صعب.. كانسيلو يقلب توقعات مواجهة الهلالمحلل إسباني يكشف تقييمه لمواجهة ريال مدريد وليفربول ويتحدث عن التحدي في أنفيلداختراق يضرب جامعة مرموقة وتجري استدعاء التحقيق الفيدرالي مع رصد تسريب ضخم للبياناتانعكاسات القرار على العملاء العرب
بحسب ما نقلته شبكة بلومبرج الأمريكية، فقد شملت قائمة العملاء المستهدفين سعوديين ولبنانيين وقطريين ومصريين، وبدأ بعضهم بالفعل في تلقي إشعارات رسمية من البنك لإغلاق حساباتهم وتحويل أموالهم إلى ولايات قضائية أخرى أكثر مرونة. هذه التطورات قد تدفع بعض الأثرياء للبحث عن بنوك بديلة في أوروبا وآسيا، أو حتى اللجوء إلى مصارف إقليمية توفر لهم بيئة مصرفية أكثر ملاءمة
خلفيات مرتبطة بتحقيقات دولية
القرار لم يكن مفاجئًا تمامًا، إذ سبق أن واجه بنك إتش بي سي في سويسرا انتقادات واسعة من هيئات رقابية مالية بسبب شبهات تتعلق بغسل الأموال. التحقيقات السويسرية الأخيرة سلطت الضوء على معاملات مشبوهة تتجاوز 300 مليون دولار مرتبطة بالحاكم السابق لمصرف لبنان، ما زاد من الضغوط على البنك وأجبره على الالتزام بإجراءات أكثر صرامة، منها تعيين مدقق خارجي لمراجعة عملياته
إغلاق حسابات بهذا الحجم يضع رسالة واضحة أمام عملاء البنوك العالمية بأن المؤسسات المصرفية لم تعد تتسامح مع أي قصور في الالتزام بالمعايير الرقابية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركات مشابهة من بنوك أخرى، خصوصًا في ظل تصاعد التدقيق الدولي على الأموال العابرة للحدود
هذا القرار يعكس تغيرًا في سياسات البنوك الدولية تجاه الأموال المرتبطة بمخاطر سياسية أو قانونية، وهو ما سيجعل الأثرياء في الشرق الأوسط يعيدون التفكير في كيفية إدارة ثرواتهم عالميًا، مع الحرص على اختيار بيئات مصرفية أكثر استقرارًا وأمانًا
يمثل توجه بنك إتش بي سي خطوة لفرض الانضباط المصرفي وتقليل المخاطر المستقبلية، لكن في الوقت ذاته يضع تحديات أمام الأثرياء العرب الذين سيحتاجون لإعادة هيكلة علاقاتهم المالية عالميًا بما يتناسب مع القوانين الصارمة
قرار إتش بي سي في سويسرا بإغلاق حسابات عدد من الأثرياء يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل البنوك العالمية في المنطقة، ويؤكد أن الرقابة المالية أصبحت عاملاً حاسمًا في استمرار أو إنهاء العلاقة مع العملاء
يأتي قرار بنك إتش بي سي في سويسرا كرسالة واضحة أن المعايير المصرفية لم تعد تقبل المجازفة، وهو ما يفرض على الأثرياء العرب البحث عن بدائل جديدة أكثر أمانًا وإعادة النظر في أساليب إدارة أموالهم المستقبلية