شهد قطاع الغاز الطبيعي في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفض الإنتاج من أكثر من 6.6 مليار قدم مكعب يوميًا إلى نحو 4.1 مليار قدم مكعب في الوقت الحالي. هذا الانخفاض أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل الإنتاج المحلي وقدرة الدولة على استعادة مستوياتها السابقة. الحكومة المصرية أعلنت عن خطط طموحة تهدف إلى إعادة معدلات الإنتاج بحلول عام 2027، وهو ما جعل الملف في صدارة الاهتمام الاقتصادي والطاقة.
تحديات تواجه قطاع الغاز في مصر
تراجع الإنتاج المحلي جاء نتيجة الاعتماد الكبير على حقل ظهر الذي مثل العمود الفقري للغاز في مصر لسنوات، لكن الاعتماد على مصدر واحد للإنتاج خلق فجوة عند تراجع إنتاج الحقل. كما أن ضعف الاستثمارات في الفترة الماضية وتباطؤ عمليات التنقيب أدى إلى انخفاض الاكتشافات الجديدة، وهو ما أثر سلبًا على إجمالي معدلات الإنتاج.
إقرأ ايضاً:
جوهرة برشلونة تضع إنزاغي أمام اختبار تكتيكي صعب.. كانسيلو يقلب توقعات مواجهة الهلالمحلل إسباني يكشف تقييمه لمواجهة ريال مدريد وليفربول ويتحدث عن التحدي في أنفيلداختراق يضرب جامعة مرموقة وتجري استدعاء التحقيق الفيدرالي مع رصد تسريب ضخم للبياناتاستثمارات وشركات عالمية لدفع عجلة الإنتاج
من أبرز العوامل التي تعزز فرص مصر في استعادة معدلات إنتاجها دخول شركات كبرى مثل شيفرون https://www.chevron.com وإكسون موبيل https://corporate.exxonmobil.com بجانب الشركاء القدامى مثل إيني https://www.eni.com وبريتش بتروليوم https://www.bp.com هذه الشركات تمتلك خبرات ضخمة وإمكانات مالية وتقنية تساعد في اكتشاف حقول جديدة، خاصة في مناطق البحر الأحمر، شمال غرب المتوسط والصحراء الغربية.
رؤية الحكومة لتعويض التراجع
الحكومة وضعت استراتيجية واضحة تقوم على التوسع في أعمال البحث والتنقيب، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، بجانب تحسين بيئة الأعمال وتقديم تسهيلات للشركاء. رئيس الوزراء أشار إلى أن هناك خططًا لتعويض التراجع عبر استعادة الطاقة الإنتاجية لحقل ظهر تدريجيًا بالتوازي مع تطوير مشروعات استكشاف جديدة، كما أن وزارة البترول أكدت توفير 3.6 مليار دولار من فاتورة استيراد الوقود نتيجة رفع معدلات الإنتاج المحلي.
عودة إنتاج الغاز في مصر إلى مستويات 2027 ليس بالأمر المستحيل ولكنه يتطلب التزامًا كاملًا بخطط التنقيب، اكتشاف حقول جديدة مماثلة لحقل ظهر، وجذب استثمارات أجنبية كبرى. إذا استمرت الجهود الحكومية في هذا المسار، فمن الممكن أن تستعيد مصر مكانتها كمركز إقليمي للطاقة وتحقق الاكتفاء الذاتي مع تعزيز الصادرات خلال السنوات المقبلة.
تسعى مصر إلى تحقيق طفرة جديدة في قطاع الغاز الطبيعي من خلال خطط طويلة المدى تستند إلى تنويع مصادر الإنتاج وجذب استثمارات عالمية، مما يفتح المجال أمام تحقيق نمو اقتصادي مستدام في مجال الطاقة.