تأثير انخفاض السيولة في السوق السعودية على توجهات المستثمرين

تشهد السوق المالية السعودية في الوقت الحالي حالة من الانخفاض الواضح في مستويات السيولة، وهو ما أشار إليه عبدالله الربدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة رصانة المالية، موضحاً أن هذه الظاهرة تحمل في طياتها مؤشرات قد تكون إيجابية على المدى المتوسط. ويعزو الربدي هذا التفاؤل النسبي إلى أن بقاء الأسعار مستقرة دون تراجعات حادة يعكس غياب ضغوط بيع قوية، ما يمنح السوق فرصة للاستقرار وإعادة التوازن قبل الانطلاق مجدداً

انخفاض السيولة ودلالاته المحتملة

يرى الخبراء أن انخفاض السيولة، رغم أنه قد يبدو في ظاهره سلبياً، قد يكون مؤشراً على أن المستثمرين الكبار يفضلون التريث بدلاً من البيع العشوائي. هذا التوجه يعكس حالة من الانتظار لما ستسفر عنه المتغيرات الاقتصادية، خصوصاً مع استمرار الحكومة في تنفيذ إصلاحات هيكلية ودعم القطاعات الاقتصادية الحيوية

إقرأ ايضاً:

القطاعات الرابحة وسط التباطؤ

على الرغم من حالة الترقب التي تسود أجواء التداول، برزت بعض القطاعات التي تمكنت من تحقيق نتائج إيجابية، من أبرزها البنوك والرعاية الصحية وصناعة البتروكيماويات. هذه النتائج جاءت مدعومة بقدرة هذه القطاعات على التكيف مع التحديات، إضافة إلى استراتيجيات توسع واستثمار مدروسة ساعدتها على الحفاظ على معدلات نمو جيدة

العوامل المؤثرة في المرحلة المقبلة

يرتبط مستقبل السوق السعودية بعدة عوامل رئيسية، منها وضوح خطط الإنفاق الحكومي، وتطور أسعار النفط، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية العالمية التي تنعكس على ثقة المستثمرين. كما أن التقارير الدولية الإيجابية، مثل تقرير صندوق النقد الدولي الذي أشاد بقوة الاقتصاد السعودي، قد تسهم في تعزيز المعنويات ودعم التعافي المتوقع خلال الفصول القادمة

يشير الوضع الحالي إلى مرحلة هدوء نسبي قد تمهد لانطلاقة جديدة في السوق السعودية، مع احتمالية تحسن مستويات السيولة وعودة النشاط الاستثماري بشكل أكبر مع وضوح الرؤية الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة

انخفاض السيولة في السوق السعودية قد يكون فرصة للمستثمرين لإعادة ترتيب أوراقهم، إذ يمنحهم فترة للتقييم والتخطيط قبل الموجة التالية من النشاط، مدعوماً بصلابة الاقتصاد والإصلاحات المستمرة