في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الاقتصادية والتقنية، دافع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بلاتفورمز، عن النهج الاستثماري الضخم الذي تتبناه شركته في قطاع الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن “الاستثمار المفرط أفضل بكثير من الاستثمار المحدود”. جاءت تصريحاته خلال مكالمة أرباح الربع الثالث لعام 2025، في وقت تواجه فيه الشركة انتقادات بسبب الإنفاق الكبير على مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وأوضح زوكربيرغ أن نتائج هذه الاستثمارات بدأت تظهر بالفعل، مشيرًا إلى أن الشركة ضخت أكثر من 14.3 مليار دولار خلال العام الجاري في شركة Scale AI، ضمن خطة إعادة هيكلة وحدة الذكاء الاصطناعي التي تحمل الآن اسم Superintelligence Labs.
إقرأ ايضاً:
مأساة جديدة تهز السودان.. ما وراء الكارثة التي أصابت المستشفى السعودي في الفاشرواتساب يفاجئ مستخدميه بخطوة ثورية لحماية النسخ الاحتياطية.. وداعًا لكلمات المرورورغم التحذيرات من احتمالية تشكل “فقاعة تكنولوجية” جديدة في ظل المنافسة المتزايدة مع شركات مثل OpenAI وغوغل، أكد زوكربيرغ أن هذه الاستثمارات تمثل “الرهان الأكثر أمانًا وربحية على المدى الطويل”، مضيفًا أن الشركة بحاجة إلى قدر أكبر من الطاقة الحاسوبية مما كان متوقعًا سابقًا، وأن العائد سيظهر بوضوح خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن «ميتا» شرعت في بناء مراكز بيانات عملاقة، إضافة إلى توقيع اتفاقيات حوسبة سحابية مع شركات كبرى مثل أوراكل وغوغل وCoreWeave، بهدف توفير البنية التحتية الضرورية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على منافسة السوق العالمية.
كما تحدث زوكربيرغ عن خطة بديلة في حال تجاوز حجم الإنفاق المطلوب، مشيرًا إلى إمكانية إعادة توظيف الموارد الحاسوبية الزائدة في تحسين أنظمة التوصية داخل تطبيقات الشركة ومنصاتها الإعلانية، مؤكدًا أن هذا التوجه سيظل مربحًا. وأضاف أنه “حتى في أسوأ السيناريوهات، يمكن للشركة الاستفادة تدريجيًا من أي فائض في القدرات”.
ورفعت «ميتا» توقعاتها للإنفاق الرأسمالي إلى 70 – 72 مليار دولار لهذا العام، مقارنة بالتقديرات السابقة (66 – 72 مليار دولار). في المقابل، رفعت ألفابيت، الشركة الأم لـ«غوغل»، إنفاقها إلى ما بين 91 و93 مليار دولار، بينما تتجه مايكروسوفت لتسريع استثماراتها في 2026 بعد فترة من التباطؤ النسبي.
ورغم هذه التوسعات، شهدت الأسواق تباينًا في رد الفعل؛ إذ ارتفعت أسهم «ألفابيت» بنسبة 6%، بينما تراجعت أسهم «ميتا» بنحو 8%، وهبطت أسهم «مايكروسوفت» بأكثر من 3%.
وفي المقابل، حققت «ميتا» نتائج مالية قوية خلال الربع الثالث، إذ سجلت إيرادات بلغت 51.24 مليار دولار بزيادة 26% عن العام السابق، متجاوزة توقعات المحللين التي بلغت 49.41 مليارًا، وهو أسرع معدل نمو تحققه الشركة منذ مطلع عام 2024، بفضل تحسّن أداء إعلاناتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي.