حذّر استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر من أحد المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين المدخنين حول تأثير العودة إلى التدخين بعد الإقلاع، مؤكدًا أن هذا السلوك يسبب أضرارًا خطيرة للقلب والرئتين، وقد تكون نتائجه أكثر تدميرًا مما يظن الكثيرون.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أوضح الدكتور النمر أن هناك اعتقادًا شائعًا بين بعض الناس مفاده أن "العودة إلى التدخين بعد فترة من الإقلاع أخطر على القلب من الاستمرار بالتدخين دون انقطاع"، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم غير دقيق علميًا.
إقرأ ايضاً:
مأساة جديدة تهز السودان.. ما وراء الكارثة التي أصابت المستشفى السعودي في الفاشرواتساب يفاجئ مستخدميه بخطوة ثورية لحماية النسخ الاحتياطية.. وداعًا لكلمات المروروبيّن أن الحقيقة العلمية تقول إن العودة للتدخين بعد الإقلاع توازي في ضررها الاستمرار على التدخين، أي أن كلا النمطين يحملان نفس التأثير السلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، لكن الخطر الإضافي يكمن في التأثير المتراكم على الرئتين.
وأضاف الدكتور النمر أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذا النمط المتذبذب — أي التوقف المؤقت ثم العودة — يسرّع بشكل ملحوظ تدهور وظائف الرئتين (FEV1) مقارنة بمن يستمر في التدخين دون انقطاع. ويعود السبب إلى أن الجسم، عند التوقف، يبدأ في إصلاح بعض الأضرار الناتجة عن التدخين، لكن العودة المفاجئة تعيد تراكم السموم وتُضعف قدرة الجهاز التنفسي على التعافي، مما يجعل التدهور أسرع وأكثر حدة.
ورغم خطورة هذا السلوك، شدّد النمر على ضرورة تشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين في كل مرة، حتى وإن فشلوا مؤقتًا أو عادوا إليه بعد فترة، موضحًا أن معظم الأشخاص الذين نجحوا في الإقلاع نهائيًا مرّوا بعدة محاولات فاشلة قبل أن يتمكنوا من التخلص من الإدمان تمامًا.
وأكد أن كل محاولة إقلاع تُعد خطوة مهمة نحو النجاح النهائي، وأن الجسم يبدأ فورًا في استعادة جزء من وظائفه الحيوية بمجرد التوقف عن التدخين، مثل تحسين الدورة الدموية ومستوى الأكسجين في الدم.
واختتم الدكتور خالد النمر حديثه بالتأكيد على أن الطريق نحو الإقلاع التام قد يكون طويلاً، لكنه الطريق الوحيد لإنقاذ القلب والرئتين من التدهور المستمر الذي يسببه التدخين بكل أنواعه.
