كشفت وزارة الثقافة السعودية، اليوم، عن نتائج منحة الحرف اليدوية التي أطلقتها بالتعاون مع هيئة التراث، وذلك ضمن فعاليات مبادرة عام الحرف اليدوية 2025، الهادفة إلى تعزيز البحث العلمي والمعرفي في مجال الحرف التقليدية بوصفها أحد المكونات الأصيلة للهوية الثقافية في المملكة.
وأوضحت الوزارة أن المنحة جاءت تأكيدًا لأهمية الحرف اليدوية كعنصر حيّ يجسد التراث السعودي ويمثل امتدادًا اجتماعيًا واقتصاديًا ومعرفيًا متجذرًا في تاريخ الجزيرة العربية. وتهدف المبادرة إلى تشجيع الدراسات البحثية التي تسلط الضوء على الجوانب التاريخية والاقتصادية والتقنية للحرف، وتدعم جهود الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.
إقرأ ايضاً:
انطلاق بطولة عالمية بالرياض تجمع أبطال الإطفاء والإنقاذ من 22 دولة في سباق القوةإنقاذ درامي في جازان.. حرس الحدود يتدخل في اللحظة الأخيرة لإنقاذ مقيم من الغرقوقد أسفرت نتائج المنحة عن اختيار 10 باحثين من أصل 124 طلبًا تلقتها الوزارة من سبع دول مختلفة، حيث بلغ عدد الطلبات المستوفية للشروط 64 طلبًا قُدمت من قبل 55 باحثًا فرديًا وتسع فرق بحثية. وأكدت الوزارة أن جميع المقترحات خضعت لعملية مراجعة علمية دقيقة من قبل لجنة مختصة، راعت المعايير الأكاديمية والإبداعية المعتمدة في المنحة.
واستندت الأبحاث المقبولة إلى ستة محاور رئيسية شملت دراسة تاريخ الحرف اليدوية وتطورها عبر العصور، واستعراض جهود تعزيز واستدامة هذا القطاع الثقافي الحيوي، إضافة إلى بحث الأثر الاقتصادي للحرف ودورها في تنمية الاقتصاد الإبداعي وزيادة القدرة التنافسية. كما تناولت بعض الأبحاث محور التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في تطوير الحرف اليدوية، إلى جانب دراسة علاقة الحرف بالمجتمع ومفاهيم الصناعات الثقافية التقليدية.
وأكدت وزارة الثقافة أن هذه المنحة تمثل جزءًا من استراتيجيتها لدعم البحث العلمي الثقافي في المملكة، وتعزيز الإنتاج المعرفي المرتبط بالحرف باعتبارها موردًا وطنيًا ثقافيًا واقتصاديًا مهمًا. كما تهدف إلى تحقيق التكامل بين الباحثين والجهات الثقافية، وبناء قاعدة معرفية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالحفاظ على التراث غير المادي وتمكين الحرفيين.
وأضافت الوزارة أن هذا البرنامج يسعى إلى خلق بيئة بحثية تفاعلية تجمع الخبراء والباحثين المحليين والدوليين المهتمين بقطاع الحرف اليدوية، وتعمل على تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية هذا الإرث وتعزيز استدامته في ظل التحولات الاقتصادية والإبداعية التي تشهدها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030.
