في خطوة نوعية تعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي لتقنيات المستقبل، أعلنت شركة هيوماين، التابعة لمحفظة صندوق الاستثمارات العامة، وشركة كوالكوم تكنولوجيز عن شراكة استراتيجية تهدف إلى إطلاق أول بنية تحتية هجينة متكاملة للذكاء الاصطناعي في المملكة. وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين تشغيل النماذج الذكية وتوليد مخرجاتها بكفاءة عالية، عبر الدمج بين الحوسبة الطرفية والسحابية، لتكون المملكة مركزًا رائدًا في منظومات الذكاء الاصطناعي العالمية.
نقلة نوعية في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
تتضمن الشراكة تطوير منظومة متقدمة لخدمات الاستدلال الذكي باستخدام رقائق كوالكوم AI200 وAI250، التي ستُشغَّل بقدرة استيعابية تصل إلى 200 ميغاواط ابتداءً من عام 2026. وستتيح هذه المنظومة للمؤسسات والجهات الحكومية في المملكة توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي بكفاءة تشغيلية عالية وتكلفة تنافسية، مما يعزز من قدرات الحوسبة الذكية في القطاعات الحيوية. كما تمثل هذه الخطوة امتدادًا للإعلان السابق الذي أصدرته الشركتان خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وتعد جزءًا من الجهود المستمرة لبناء منظومة وطنية متكاملة في مجال التقنية المتقدمة.
إقرأ ايضاً:
ارتفاع أرباح شركة أماك بنسبة 36% في الربع الثالث يعزز أداء قطاع التعدين في السعوديةمشروع السفن للطاقة الشمسية في السعودية خطوة استراتيجية نحو مستقبل الطاقة المستدامةتعزيز الريادة الوطنية في التقنية والابتكار
تأتي هذه المبادرة ضمن توجه المملكة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، إذ يجمع التعاون بين خبرة هيوماين الإقليمية في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وريادة كوالكوم العالمية في تصميم أشباه الموصلات. وتهدف الشراكة إلى تمكين المملكة من قيادة الجيل الجديد من التحول التقني العالمي، من خلال إنشاء مراكز بيانات متقدمة تدعم الابتكار في مجالات الصحة، والتعليم، والطاقة، والخدمات الحكومية. كما تسعى الشركتان إلى دمج نموذج الذكاء الاصطناعي العربي الرائد علّام مع منصات كوالكوم الذكية، مما سيمنح السعودية موقعًا متميزًا في تطوير الحلول اللغوية والتطبيقات التوليدية المتقدمة.
الذكاء الاصطناعي كركيزة للاقتصاد المستقبلي في المملكة
تشكل هذه الشراكة خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال تطوير منظومة رقمية قادرة على دعم الابتكار المحلي وتسريع التحول نحو الاقتصاد المعرفي. فبفضل هذه البنية التحتية الجديدة، ستصبح المملكة مركزًا إقليميًا لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي التجارية، ومختبرًا عالميًا لتقنيات المستقبل. ويؤكد هذا التعاون التزام السعودية بدفع الابتكار في مجالي الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على ريادة هذا القطاع الحيوي.
يمثل هذا المشروع خطوة حقيقية نحو بناء اقتصاد مستدام قائم على التقنية، ويسهم في تعزيز مكانة السعودية كمنصة عالمية لتطوير الحلول الذكية وقيادة ثورة الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم.