يشكّل مشروع السفن للطاقة الشمسية في السعودية علامة فارقة في مسار التحول نحو الطاقة النظيفة، إذ يأتي ضمن جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. المشروع الذي يمتد على مدى 25 عامًا يجمع بين الابتكار التقني والاستثمار المستدام، ويعكس التزام السعودية بتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.
تفاصيل مشروع السفن للطاقة الشمسية
يُنفَّذ المشروع في منطقة حائل بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 ميغاواط، ضمن الجولة السادسة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي تشرف عليه وزارة الطاقة. وتشارك في تطوير المشروع كل من شركة توتال إنرجي الفرنسية (https://totalenergies.com) وشركة آل جميح للطاقة والمياه، في إطار اتفاقية شراء كهرباء طويلة الأمد تمتد لـ25 عامًا مع الشركة السعودية لشراء الطاقة (https://seec.gov.sa).
من المقرر أن يبدأ تشغيل المحطة عام 2027 لتغذية أكثر من 68 ألف منزل بالكهرباء النظيفة، مما يسهم في خفض انبعاثات الكربون وتعزيز كفاءة استخدام الموارد. كما يندرج المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى رفع السعة الإجمالية للطاقة المتجددة إلى 50% من مزيج الطاقة الوطني بحلول عام 2030.
إقرأ ايضاً:
طيران دلتا تطلق أولى رحلاتها المباشرة بين أمريكا والرياض ضمن توسعها الدولي نحو الأسواق الخليجيةتدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابالتعاون الدولي ودعم الاستثمار في الطاقة النظيفة
يُعدّ المشروع ثمرة تعاون سعودي فرنسي يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين، إذ تمثل مشاركة توتال إنرجي خطوة جديدة في مسار الشركة لتعزيز وجودها في سوق الكهرباء المتجددة بالمملكة. كما يبرز الدور المهم لشركة آل جميح في توطين التقنيات الحديثة وتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع الطاقة النظيفة. وتؤكد هذه الشراكة التزام السعودية بتمكين الشركات العالمية من الاستثمار في مشروعاتها الإستراتيجية، بما يعزز من نقل الخبرات وتوطين الصناعات المرتبطة بالطاقة الشمسية. ومن المتوقع أن يخلق المشروع مئات الوظائف المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، مع إسهامه في تطوير سلاسل الإمداد المحلية للمكونات والألواح الشمسية.
أهمية المشروع ضمن رؤية السعودية 2030
يمثّل مشروع السفن للطاقة الشمسية ركيزة أساسية في مسيرة المملكة نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام، حيث يسهم في تحقيق أمن الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ. كما يدعم مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر من خلال التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة وتقنيات الكفاءة البيئية. ومن الناحية الاقتصادية، يعزز المشروع مكانة المملكة كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، ويجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال التقنيات الحديثة، ما يسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.
يمثل مشروع السفن للطاقة الشمسية نموذجًا رائدًا في التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التحول الطاقي، ويؤكد أن السعودية تسير بثبات نحو مستقبل يعتمد على الطاقة النظيفة والاستدامة، بما يعزز ريادتها في مشهد الطاقة العالمي خلال العقود القادمة.