يشهد قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق، ضمن مسار رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للربط بين القارات الثلاث. ويقود هذا التحول معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، الذي أكد أن القطاع يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق هذا الطموح الكبير بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة والرؤية الطموحة للمستقبل.
رؤية وطنية لتحويل المملكة إلى محور عالمي للنقل
أوضح الوزير الجاسر أن المملكة تسعى لتصبح نموذجًا عالميًا في مجال التنقل المتكامل والخدمات اللوجستية المتطورة، من خلال تنفيذ مشاريع كبرى في البنية التحتية تشمل المطارات والموانئ وشبكات الطرق والسكك الحديدية، بالإضافة إلى تطوير أنظمة النقل الذكي. كما أشار إلى أن الجهود الحالية تركز على زيادة كفاءة سلاسل الإمداد وتسهيل حركة البضائع والركاب، مما يعزز تنافسية الاقتصاد الوطني ويرسخ مكانة السعودية كمركز رئيسي للتجارة العالمية والخدمات اللوجستية الحديثة.
إقرأ ايضاً:
ارتفاع أرباح شركة أماك بنسبة 36% في الربع الثالث يعزز أداء قطاع التعدين في السعوديةمشروع السفن للطاقة الشمسية في السعودية خطوة استراتيجية نحو مستقبل الطاقة المستدامةمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار يعزز الحضور الدولي للسعودية
وفي سياق متصل، شهد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بنسخته التاسعة، المنعقد في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض تحت شعار "مفتاح الازدهار"، مشاركة أكثر من 8000 خبير وقائد عالمي في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والاستثمار. ناقش المؤتمر موضوعات محورية مثل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإنتاجية، والاقتصاد الأخضر، وإستراتيجيات تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. وتُظهر هذه الفعالية العالمية مدى اهتمام المملكة ببناء بيئة استثمارية مستدامة تواكب التحولات الاقتصادية العالمية وتعزز دورها كمركز قرار اقتصادي دولي. يمكن متابعة فعاليات المؤتمر عبر منصة إكس (https://x.com) الرسمية للاطلاع على أبرز المستجدات والحوارات.
الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وتنافسية
تعمل وزارة النقل والخدمات اللوجستية على تطوير شراكات دولية مع شركات كبرى ومؤسسات عالمية بهدف دعم الابتكار وتوطين التقنية في مجالات النقل الذكي واللوجستيات. وتأتي هذه الجهود ضمن إستراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة الأداء التشغيلي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق التكامل بين مختلف وسائل النقل. هذا التوجه الطموح لا يقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى بناء منظومة لوجستية متكاملة تضع المملكة في صدارة الدول القادرة على قيادة مستقبل النقل العالمي.
تمضي المملكة بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها بأن تكون مركزًا لوجستيًا عالميًا، يجمع بين الكفاءة التشغيلية والابتكار المستدام، ما يجعل من قطاع النقل أحد الأعمدة الأساسية في بناء اقتصاد مزدهر ومتنوع يواكب تطلعات المستقبل.
