العالم بحاجة إلى أسواق مفتوحة وقواعد تنظيمية ذكية تؤسس لازدهار اقتصادي عالمي

العالم بحاجة إلى أسواق مفتوحة وقواعد تنظيمية ذكية تؤسس لازدهار اقتصادي عالمي

كتب بواسطة: رانية كريم |

تشهد الساحة الاقتصادية العالمية نقاشًا متزايدًا حول أهمية بناء نظام مالي وتجاري أكثر انفتاحًا ومرونة في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة. وفي هذا السياق، دعا ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إلى تبني نموذج جديد يقوم على الأسواق المفتوحة والقواعد التنظيمية الذكية بدلاً من السياسات الحمائية التي تقيد حركة الاستثمار. وجاءت هذه الدعوة خلال افتتاح مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التاسع في العاصمة الرياض، وهو أحد أبرز الملتقيات الاقتصادية على مستوى العالم، الذي يجمع قادة الحكومات والمستثمرين لمناقشة سبل التعاون لتحقيق ازدهار مستدام.

رؤية 2030 والتحول الاقتصادي السعودي

أكد الرميان أن المملكة أصبحت نموذجًا يحتذى في التحول الاقتصادي بفضل رؤية السعودية 2030، التي وضعت أسسًا متينة لتنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الاستثمارات في القطاعات غير النفطية. وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ارتفع بنسبة 24% ليصل إلى أكثر من 31 مليار دولار، مما يعكس ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد السعودي. كما أشار إلى أن الصندوق السيادي السعودي أصبح قوة دافعة رئيسية وراء هذا النمو، حيث ساهم بما يعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وبلغت أصوله المدارة أكثر من 3.4 تريليون ريال سعودي، مع تحقيق معدل عائد على الاستثمار يصل إلى 7.2%. هذه الأرقام تعكس حجم التغيير العميق الذي شهدته المملكة خلال أقل من عقد.

إقرأ ايضاً:

قيمة تابي السعودية ترتفع إلى 4.5 مليار دولار بعد صفقة بيع الأسهم وتستعد للطرح العامارتفاع أرباح شركة أماك بنسبة 36% في الربع الثالث يعزز أداء قطاع التعدين في السعودية

السعودية وجهة عالمية للاستثمار والتعاون الدولي

تحولت المملكة في السنوات الأخيرة إلى مركز اقتصادي عالمي يجذب المستثمرين والشركات الكبرى من مختلف أنحاء العالم. وذكر الرميان أن السعودية لم تعد تقدم الفرص للعالم فحسب، بل أصبح العالم يأتي إليها من خلال الفعاليات الكبرى مثل مبادرة مستقبل الاستثمار، ومعرض إكسبو 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034. وأضاف أن الصندوق أبرم مؤخرًا العديد من الاتفاقيات التي تسهم في دعم التنمية المستدامة وتوفير فرص اقتصادية جديدة. كما شدد على أن الثروة الحقيقية تقاس بازدهار الشعب ورفاهيته، وليس فقط بالأرقام المالية، مؤكدًا أن الشراكات الذكية بين القطاعين العام والخاص هي مفتاح النجاح في المرحلة المقبلة.

الطريق نحو ازدهار عالمي قائم على الشراكة والانفتاح

اختتم الرميان كلمته بالتأكيد على أن مستقبل الاقتصاد العالمي يعتمد على التعاون بين الدول والمستثمرين لبناء نظام تجاري منفتح ومرن قادر على مواجهة التحديات. ودعا إلى تجاوز الحواجز الحمائية واعتماد سياسات تنظيمية ذكية تشجع الابتكار والاستثمار في التقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار سيسهم في صياغة إعلان يوحد الجهود العالمية نحو تحقيق النمو المشترك والازدهار للجميع.

يؤكد هذا التوجه أن السعودية تواصل ترسيخ مكانتها كمحور رئيسي في الاقتصاد العالمي، من خلال تعزيز الانفتاح، دعم الابتكار، وتبني سياسات اقتصادية مستدامة تمهد لعصر جديد من النمو والتعاون الدولي.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار