لم يكن جوزيه سيميدو مجرد صديق عابر في حياة كريستيانو رونالدو، بل كان رفيق دربه منذ اللحظة الأولى في أكاديمية سبورتنغ لشبونة، حيث جمعتهما الغرفة ذاتها وتشاركا تفاصيل الطفولة والتحديات المبكرة، في وقت كانت فيه الحياة تختبر صبرهما وطموحهما، قبل أن يصبح أحدهما نجمًا عالميًا يتربع على عرش كرة القدم، ويجد الآخر في صداقته فرصة للهروب من واقع صعب كاد يدفعه إلى عالم الجريمة.
هذه العلاقة الاستثنائية تعود إلى الواجهة مجددًا بعد إعلان نادي النصر السعودي تعيين جوزيه سيميدو مديرًا تنفيذيًا للنادي خلفًا للإسباني فيرناندو هييرو، في خطوة تفتح فصلًا جديدًا في مسيرة اللاعب البرتغالي السابق، الذي يدين بكل شيء، كما يقول، لرونالدو الذي غير مسار حياته من جذوره، وأنقذه في لحظة فاصلة من العودة إلى حي سيتوبال الذي نشأ فيه، حيث انجرف العديد من أقرانه نحو السرقة والمخدرات والجريمة.
إقرأ ايضاً:
أهمية الجيولوجيا والتعدين في تعزيز الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخلالسعودية تطلق بنية تحتية هجينة للذكاء الاصطناعي بشراكة بين هيوماين وكوالكوميروي سيميدو تفاصيل مؤثرة عن تلك المرحلة، حين استدعاه النادي لإبلاغه بضرورة مغادرة سكن الأكاديمية بسبب تراجع مستواه، ويقول إن رونالدو رفض الأمر تمامًا وهدد بمغادرة الأكاديمية إن رحل صديقه، بل طالب الإدارة بإضافة سرير في غرفته حتى يظل سيميدو بجواره، وهو ما تحقق بالفعل بعد تدخل الإدارة استجابة لطلب "جوهرة سبورتنغ" آنذاك، ليتقاسما السرير والخزانة والحلم.
أكثر من عقدين من الزمان لم يغيرا شيئًا من متانة العلاقة، إذ ظل رونالدو سندًا دائمًا لصديقه في مختلف المراحل، ووقف إلى جانبه مجددًا في محنته الأشد حين فقد سيميدو زوجته سوريا عام 2021، فكتب له رونالدو رسالة مؤثرة عبر حساباته الرسمية عبّر فيها عن حزنه، واصفًا الراحلة بأنها "أم وزوجة رائعة لصديق منحه الله له"، مؤكدًا أن لا شيء يمحو ألم سيميدو وعائلته، وهي لحظة قال عنها سيميدو لاحقًا إنها أنقذته من السقوط مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن مسيرة سيميدو الكروية لم تصل إلى العالمية مثل صديقه، إلا أن تعيينه في منصب إداري بنادٍ كبير كنادي النصر يشكل تحولًا لافتًا في حياته المهنية، ويعكس ثقة كبيرة من إدارة النادي وشهادة ضمنية من رونالدو، الذي وصفه سيميدو بأنه "أعظم رياضي على الكوكب" وصاحب رؤية تنبأ بها وهو في الرابعة عشرة من عمره، عندما قال: "سألعب أولًا في مانشستر يونايتد، ثم سأذهب إلى ريال مدريد"، وهو ما تحقق حرفيًا بعد سنوات.