أثارت الأنباء الواردة من الصحافة الإيطالية جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية السعودية بعد الكشف عن رغبة نادي فيورنتينا في التعاقد مع لاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسيه، نجم النادي الأهلي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، حيث يأتي ذلك في توقيت حساس بالنسبة للنادي الجداوي الذي يستعد للموسم الجديد وسط تطلعات جماهيرية كبيرة.
وأكد الصحفي الإيطالي المعروف دي مارزيو أن نادي فيورنتينا بصدد إرسال عرض رسمي إلى الأهلي من أجل التفاوض بشأن انتقال كيسيه، مستغلًا رغبة اللاعب في العودة إلى المنافسات الأوروبية بعد تجربة واحدة في الدوري السعودي لم تتجاوز عامًا واحدًا، رغم تألقه اللافت خلال الموسم المنصرم.
إقرأ ايضاً:
أهمية الجيولوجيا والتعدين في تعزيز الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخلالسعودية تطلق بنية تحتية هجينة للذكاء الاصطناعي بشراكة بين هيوماين وكوالكوموتأتي هذه الخطوة من جانب النادي الإيطالي لتشكل مفاجأة غير متوقعة للجهاز الفني في الأهلي، الذي يقوده المدرب الألماني ماتيا يايسله، والذي كان قد حسم موقفه مبكرًا من ملف كيسيه مؤكدًا رفضه القاطع لفكرة التفريط في خدمات اللاعب إلا في حالة واحدة اعتبرها شبه مستحيلة في الوقت الراهن.
ويرى يايسله أن كيسيه يمثل حجر الأساس في خط وسط الفريق، ليس فقط على المستوى الفني ولكن أيضًا من حيث شخصية اللاعب داخل الملعب، وقدرته على قيادة زملائه، وهو ما يجعل التفكير في التخلي عنه مخاطرة غير مضمونة العواقب في ظل صعوبة إيجاد بديل بنفس الكفاءة في فترة قصيرة.
ويُعتقد أن هذا الرفض الحازم من المدرب الألماني سيفرض ضغوطًا مضاعفة على إدارة الأهلي التي باتت مطالبة باتخاذ موقف واضح، خاصة في ظل ارتباط اسم اللاعب بعروض أخرى خلال الفترة الماضية، ما يعكس تزايد الاهتمام الأوروبي باستعادته إلى المنافسات الكبرى بعد موسمه الأول في الدوري السعودي.
وذكرت تقارير أن اللاعب الإيفواري لا يمانع مبدئيًا فكرة العودة إلى أوروبا، خاصة إذا ما جاء العرض من نادٍ يلعب في بطولات قارية كبرى مثل الدوري الأوروبي أو دوري المؤتمر الأوروبي، إلا أنه لم يُعلن عن رغبته بشكل صريح حتى الآن، ما يجعل موقفه مفتوحًا أمام تطورات محتملة خلال الأيام المقبلة.
ومن جهة أخرى، يُدرك مسؤولو الأهلي أن فتح باب التفاوض حول كيسيه دون تنسيق مباشر مع الجهاز الفني قد يؤدي إلى خلاف جديد مع المدرب يايسله، الذي سبق له أن خاض تجاذبات داخلية مع الإدارة بسبب عدم توافق بعض قراراتها مع رؤيته الفنية، وهو ما يُضيف مزيدًا من التعقيد لهذا الملف الحساس.
وكان يايسله قد أشار في وقت سابق إلى أهمية الاستقرار الفني داخل الفريق، معتبرًا أن موسمًا ناجحًا يبدأ بالحفاظ على الركائز الأساسية، وهو ما يجعل ملف كيسيه من الأولويات التي لا يمكن العبث بها في هذه المرحلة، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد في السعودية منتصف أغسطس.
وتخشى الجماهير الأهلاوية أن يؤدي هذا السجال إلى تكرار سيناريوهات سابقة شهدها النادي، حيث أثرت الخلافات الداخلية على استقرار الفريق في فترات حساسة، خصوصًا عندما يتعارض الطموح الفني مع الضغوط المالية أو العروض الخارجية المغرية التي قد تغري الإدارة بالتفريط في بعض النجوم.
ورغم أن العرض المتوقع من فيورنتينا لم يُعلن عن قيمته بعد، إلا أن المتابعين يرون أن قيمة كيسيه الفنية في السوق لا تزال مرتفعة، ما يعني أن النادي الإيطالي سيكون بحاجة لتقديم عرض مقنع ماديًا، وفي الوقت نفسه يضع الأهلي في مأزق التوفيق بين المكاسب المالية والحفاظ على توازن الفريق.
ويُعد كيسيه من أبرز المحترفين الذين استقطبهم الأهلي في مشروعه الجديد بعد العودة إلى دوري المحترفين، وقد أظهر مستوى مميزًا خلال موسمه الأول، جعل اسمه يرتبط دومًا بمباريات الفريق الكبرى، كما أصبح عنصرًا لا غنى عنه في خطط يايسله التكتيكية، التي تعتمد على القوة البدنية والانضباط الدفاعي في وسط الميدان.
وفي ظل المعطيات الحالية، تشير التوقعات إلى أن إدارة الأهلي ستسعى إلى الحفاظ على اللاعب، لكنها في الوقت ذاته لن تغلق الباب تمامًا أمام المفاوضات، خاصة إذا ما تحققت الشروط التي يراها يايسله ضرورية، وعلى رأسها إيجاد بديل نوعي قادر على تعويض غياب كيسيه دون التأثير على النسق العام للفريق.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة اتصالات مباشرة بين الأطراف المعنية، وسط ترقب من الجماهير ومتابعي الدوري السعودي، الذين ينظرون إلى هذه القضية باعتبارها اختبارًا لقدرة الأندية على الحفاظ على نجومها في مواجهة إغراءات العودة إلى أوروبا، وقياس مدى توافق الرؤية الإدارية مع الطموحات الفنية.
ورغم أن الموقف لا يزال ضبابيًا، إلا أن المؤشرات ترجح استمرار اللاعب على الأقل في بداية الموسم، ما لم يحدث تطور مفاجئ يغير الحسابات، خاصة أن الأهلي لا يريد الدخول في الموسم الجديد بصفوف منقوصة أو تغييرات متأخرة تؤثر على الاستقرار الفني للفريق.
ويأتي هذا الجدل تزامنًا مع انطلاقة التحضيرات الأخيرة للأهلي استعدادًا للموسم الجديد، وسط حالة من التركيز داخل المعسكر التدريبي الذي يشرف عليه يايسله، والذي شدد في أكثر من مناسبة على أهمية إنهاء الملفات المعلقة مبكرًا لتجنب الإرباك في بداية المنافسات الرسمية.
ولا شك أن بقاء كيسيه سيُعد بمثابة دفعة معنوية قوية للأهلي، خصوصًا أن اللاعب يتمتع بثقة المدرب ويحظى بحب الجماهير، ما يجعل استمراره رسالة واضحة بأن النادي يعمل على مشروع طويل الأمد، قائم على الثبات والدعم الفني الكامل للمدرب ومجموعة اللاعبين الأساسيين.
وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الرغبة الأوروبية المتزايدة في إعادة بعض النجوم إلى القارة، وهو ما يجعل الأندية السعودية أمام تحدٍ مزدوج، بين الحفاظ على مكتسباتها من الصفقات العالمية وبين مواصلة البناء التدريجي لمكانتها الجديدة في السوق الرياضية الدولية.