في أولى خطواته الجادة نحو بناء فريق قوي ينافس على جميع الأصعدة، أحدث المدرب البرتغالي خورخي خيسوس ضجة كبيرة في أوساط الكرة السعودية بعد أيام قليلة فقط من تعيينه رسميًا مديرًا فنيًا لفريق النصر، حيث كشفت تقارير إعلامية أن المدرب المخضرم طالب إدارة العالمي بضم ثلاثة لاعبين من الغريم التقليدي الهلال، في خطوة قد تُعيد ترتيب أوراق الميركاتو الصيفي وتثير الكثير من الجدل في الشارع الرياضي.
وكان نادي النصر قد أعلن رسميًا عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي عن تولي خيسوس مهمة الإشراف الفني على الفريق الأول بعقد يمتد لموسم واحد، وسط ترحيب جماهيري واسع من مشجعي الفريق الذين يعلقون آمالًا كبيرة على المدرب البرتغالي لإعادة الفريق إلى منصات التتويج بعد موسم لم يشهد أي بطولات.
إقرأ ايضاً:
أهمية الجيولوجيا والتعدين في تعزيز الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخلالسعودية تطلق بنية تحتية هجينة للذكاء الاصطناعي بشراكة بين هيوماين وكوالكوموبحسب ما ذكره الإعلامي خالد بن عبد العزيز عبر منصة "إكس"، فإن خيسوس قد حدّد بالفعل ثلاث صفقات رئيسية يرغب في ضمها من نادي الهلال، وهم البرازيلي مالكوم أوليفيرا، والمدافع الدولي علي البليهي، والظهير الأيسر رينان لودي، وذلك في إطار خطته لبناء فريق متكامل قادر على تنفيذ أفكاره التكتيكية الجديدة.
وتأتي مطالب خيسوس في وقت حساس تشهده سوق الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي، حيث تتصارع الأندية الكبرى على استقطاب أبرز النجوم المحليين والأجانب استعدادًا لموسم يتوقع أن يكون الأكثر تنافسية في تاريخ المسابقة، في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الأندية من مشاريع الاستثمار الرياضي.
واللافت في الأمر أن اختيار خيسوس لهؤلاء اللاعبين الثلاثة لم يكن عشوائيًا، بل يعكس معرفته التامة بمستوياتهم الفنية بحكم إشرافه السابق على فريق الهلال، إذ درّب المدرب البرتغالي الزعيم خلال فترتين، كانت الأخيرة هي الأبرز عندما حقق معه عدة بطولات، من بينها الدوري السعودي وكأس السوبر وكأس خادم الحرمين الشريفين.
ومن بين الأسماء المطروحة، يبدو موقف مالكوم هو الأكثر وضوحًا، حيث أشارت تقارير سابقة إلى رغبة اللاعب في خوض تجربة جديدة بعد موسم أول غير مستقر مع الهلال، وسط أنباء عن تواصل إدارة النصر مع وكيله للوقوف على تفاصيل عقده وإمكانية التفاوض مع ناديه الحالي بشأن الصفقة.
أما علي البليهي، فإن مسألة خروجه من الهلال تبدو مرجحة أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد المؤشرات الفنية الصادرة عن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي لم يُظهر اهتمامًا كبيرًا باستمرار المدافع الدولي في صفوف الفريق، في ظل توجهه لتجديد الدماء في الخط الدفاعي، وعدم وجود إعلان رسمي حتى الآن بشأن تمديد عقد البليهي الذي شارف على الانتهاء.
وفيما يخص رينان لودي، فقد أضاف بعض المتابعين بعدًا آخر للتقارير المتداولة، بعدما لاحظوا تفاعل اللاعب مع خبر تعيين خيسوس مدربًا للنصر، بوضع علامة إعجاب على المنشور الذي نشرته صفحة النادي على إنستجرام، في إشارة فهمها البعض بأنها رسالة ضمنية بشأن رغبته في العمل مجددًا تحت قيادة خيسوس.
ومع تصاعد وتيرة الحديث عن هذه الصفقات، فإن الجماهير بدأت في رصد كل التحركات عبر منصات التواصل، لا سيما أن انتقال لاعبين من الهلال إلى النصر يُعد حدثًا نادرًا وله أبعاد جماهيرية كبيرة، نظرًا لحساسية العلاقة بين الناديين والتنافس التاريخي بينهما في مختلف البطولات المحلية والقارية.
وإذا ما تمكن خيسوس من حسم هذه الأسماء لصالح النصر، فسيكون بذلك قد وجّه ضربة مزدوجة للزعيم، أولًا بخسارته ثلاثة من عناصره المهمة، وثانيًا بمنح العالمي الأفضلية في تدعيم صفوفه بلاعبين يعرفون أجواء المنافسة المحلية جيدًا ولديهم انسجام مُسبق مع أسلوب خيسوس التدريبي.
ولكن ورغم الاهتمام الكبير بهذه الأسماء، لم يصدر أي تأكيد رسمي من جانب نادي النصر أو إدارة الهلال بشأن المفاوضات الجارية، ما يفتح المجال أمام احتمالات متعددة، خاصة في ظل حساسية التعامل بين الأندية المتنافسة على مستوى الكبار، وحاجة كل طرف لتأمين موقفه التنافسي قبل انطلاق الموسم.
وتشير التحليلات إلى أن خطوة خيسوس ليست فقط فنية، بل تحمل أبعادًا نفسية أيضًا، في محاولة لكسب ثقة غرفة الملابس سريعًا من خلال جلب أسماء يعرفها جيدًا، وتطبيق مشروعه الفني بكفاءة دون الحاجة إلى وقت طويل للتأقلم، وهو ما يعزز من فرص النصر في بداية قوية للموسم الجديد.
وفي المقابل، قد يُضطر الهلال إلى إعادة تقييم خطته الدفاعية والهجومية إذا ما فقد لاعبين مثل البليهي ومالكوم، وهما من الأسماء التي أسهمت بشكل متفاوت في الموسم الماضي، لا سيما أن الهلال يستعد حاليًا لخوض معسكر إعدادي تحت إشراف إنزاجي بهدف تجهيز الفريق بدنيًا وتكتيكيًا بشكل كامل.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات سريعة على هذا الصعيد، خاصة إذا تحركت إدارة النصر رسميًا لبدء التفاوض مع اللاعبين المعنيين، وسط ترقب جماهيري كبير لما ستسفر عنه هذه التحركات، والتي قد تُغير كثيرًا من معادلات القوة في الدوري السعودي للمحترفين.