في خطوة حازمة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز ثقافة السلامة المرورية، أعلنت الإدارة العامة للمرور عن بدء تطبيق غرامات مالية صارمة على من يترك الأطفال دون سن العاشرة داخل المركبات بمفردهم، حتى وإن كانت لفترات قصيرة. الغرامة الجديدة تتراوح بين 300 إلى 500 ريال سعودي، لكنها تحمل في طياتها رسالة أعمق من مجرد عقوبة مالية، إذ تهدف إلى حماية أرواح الصغار من خطرٍ قد يتحول في لحظات إلى مأساة.
تشير الدراسات إلى أن درجة حرارة السيارة المغلقة يمكن أن تتجاوز 70 درجة مئوية خلال عشر دقائق فقط تحت أشعة الشمس، لتتحول إلى بيئة قاتلة تهدد حياة الأطفال. هذا الواقع الصادم دفع الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في مواجهة ما وصفته بأنه "إهمال قاتل" لا يمكن التهاون معه.
إقرأ ايضاً:
موعد نزول حساب المواطن لشهر نوفمبر 2025 وخطوات الاستعلام والاعتراض الرسميتحذير عاجل من المرور السعودي: خطأ بسيط في تشغيل الأنوار قد يسبب حوادث مميتةوأوضح أحد مسؤولي المرور أن القرار يأتي ضمن إستراتيجية وطنية شاملة للسلامة المرورية، تسعى إلى رفع الوعي المجتمعي بخطورة ترك الأطفال داخل السيارات، مؤكدًا أن الإدارة العامة للمرور تعمل على التثقيف بقدر تطبيق القانون، لخلق مجتمعٍ أكثر التزامًا وحذرًا على الطرق.
وقد لاقى القرار ترحيبًا واسعًا من خبراء ودعاة السلامة، الذين اعتبروا أن العقوبة الجديدة تمثل "جرس إنذار" لكل ولي أمر قد يستهين بعدة دقائق من الغفلة، في حين أعرب بعض أولياء الأمور عن قلقهم من صرامة الإجراءات، معتبرين أن بعض الحالات قد تكون غير مقصودة، لكنها في النهاية تستدعي الحذر الدائم.
ويأتي القرار ضمن جهود رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء بيئة أكثر أمانًا للأطفال وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية، جنبًا إلى جنب مع قرارات أخرى مثل إلزامية ربط حزام الأمان، واستخدام مقاعد الأطفال المخصصة داخل المركبات.
من جهة أخرى، يرى خبراء التقنية أن هذا القرار يمثل فرصة لشركات التكنولوجيا والسلامة الذكية لتطوير أنظمة تنبيه متقدمة يمكنها رصد وجود الأطفال داخل المركبات وتنبيه السائق قبل مغادرتها، ما يعزز التكامل بين القوانين والتقنيات في خدمة السلامة العامة.
في نهاية المطاف، يبقى السؤال الذي أثار الجدل بين الأسر السعودية: هل تستحق خمس دقائق من الراحة أو الانشغال أن تعرّض طفلك للخطر وتخسر 500 ريال وربما أكثر من ذلك؟ الجواب لدى كل أبٍ وأمٍ يغلقان باب السيارة بعد اليوم.