أثارت شركة OpenAI موجة من الجدل والسخرية بعد ادعائها أن نموذجها الجديد GPT-5 نجح في حل عدد من المسائل الرياضية المعقدة التي اعتبرها العلماء صعبة لعقود. جاء ذلك بعد منشور لنائب رئيس الشركة، كيفن وايل، على منصة "إكس"، أشار فيه إلى أن GPT-5 تمكن من حل 10 مسائل من مسائل عالم الرياضيات المجري بول إيردوش، وحقق تقدماً في 11 مسألة أخرى، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش".
تعد مسائل إيردوش من أصعب الألغاز الرياضية، وتُوثق على مواقع متخصصة تُعنى بهذا المجال، إلا أن السرعة التي زُعم أن GPT-5 حقق بها هذه الإنجازات أثارت الشكوك.
إقرأ ايضاً:
"إدارة تعليم الحدود الشمالية" تفاجئ طلاب رفحاء والعويقلة.. إيقاف الدراسة حضوريًا لهذا السبب"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وجاء الرد سريعاً من عالم الرياضيات توماس بلوم، المشرف على موقع يوثق هذه المسائل، موضحاً أن إدراج أي مسألة على الموقع باعتبارها "مفتوحة" لا يعني أنها لم تُحل، بل أن "الشخص نفسه لا يعرف وجود ورقة علمية قد حلتها". وأضاف أن ما فعله GPT-5 لم يكن اكتشافاً جديداً، بل مجرد العثور على أوراق بحثية سابقة تحل هذه المسائل، دون أي إضافة أصلية.
واعترافاً بهذا الأمر، قال الباحث في OpenAI سيباستيان بوبك، الذي روّج للإنجاز في البداية، إن النموذج لم يقدم حلولاً أصلية، بل وجد حلولاً منشورة سابقاً في الأدبيات العلمية، مؤكداً أن العثور عليها رغم ذلك ليس بالأمر السهل، لكنه ليس اكتشافاً علمياً جديداً.
توالت الانتقادات من كبار العلماء في مجال الذكاء الاصطناعي. فعلق كبير علماء الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، يان ليكون، بسخرية على الواقعة قائلاً: "لقد وقعوا في فخ إنجازاتهم الوهمية"، بينما وصف الرئيس التنفيذي لشركة "ديب مايند"، ديميس هاسابيس، الموقف بأنه محرج ويظهر حدود ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي دون مراجعة دقيقة.
وبينما ترى OpenAI أن GPT-5 يحقق تقدماً في دعم البحث العلمي من خلال تجميع المعلومات بسرعة، يرى محللون آخرون أن هذه الحادثة تكشف الحدود الحقيقية للذكاء الاصطناعي عند التعامل مع مسائل علمية دقيقة، وأن الإفراط في التفاخر بالإنجازات قد يؤدي إلى إحراج الشركات أمام المجتمع العلمي.
تظل هذه الواقعة بمثابة درس مهم للقطاع التقني، يوضح أن القوة الحقيقية للنماذج الذكية تتطلب دقة ومراجعة علمية، وأن العثور على معلومات موجودة مسبقاً ليس بديلاً عن الاكتشاف الفعلي.