أثار تقرير جديد جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية بعد أن كشف خبراء في مجال الرقمنة عن نتائج مقلقة تتعلق بالإصدار الأحدث من روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، والذي طورته شركة أوبن أيه آي (OpenAI). وأشار التقرير إلى أن النموذج الجديد يقدم إجابات أكثر ضررًا من الإصدارات السابقة، خصوصًا عند التطرق لمواضيع حساسة مثل إيذاء النفس والانتحار واضطرابات الأكل.
وبحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن شركة أوبن أيه آي أطلقت في أغسطس الماضي إصدارها الأحدث GPT-5، واصفة إياه بأنه يمثل نقلة نوعية في تطوير الذكاء الاصطناعي الآمن، مع وعود بتحسين دقة التفاعل وسلامة الإجابات.
إقرأ ايضاً:
قرار جديد من وزارة الحج يفاجئ الزوار... نظام رقمي صارم لتنظيم دخول الروضة الشريفة!إجراء مصرفي مفاجئ من ويسترن يونيون في السعودية يُربك آلاف العملاء ويثير التساؤلات!لكن نتائج اختبارات مستقلة أجراها مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH) جاءت عكس تلك التوقعات، حيث كشفت أن النموذج الأحدث قدّم 63 إجابة ضارة من أصل 120 سؤالًا، مقارنة بـ 52 إجابة ضارة فقط من النسخة السابقة GPT-4o.
وأظهرت الدراسة أن GPT-5 تجاوب مع طلبات خطيرة كان الإصدار السابق يرفضها تمامًا، مثل كتابة رسالة انتحار خيالية للوالدين أو اقتراح طرق لإيذاء النفس، بينما كان GPT-4o يكتفي بتقديم إرشادات توعوية ونصائح للتواصل مع مختصين نفسيين.
وفي تعليق له على هذه النتائج، قال عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، إن ما تم اكتشافه “مثير للقلق”، معتبرًا أن الشركة ركزت على تحسين سلاسة المحادثة والتفاعل على حساب سلامة المستخدمين.
وتزامنت هذه النتائج مع قضية مثيرة للرأي العام في الولايات المتحدة، حيث رفعت عائلة مراهق دعوى قضائية ضد شركة أوبن أيه آي، متهمة التطبيق بتقديم معلومات ساعدت ابنهم على الانتحار بعد تفاعله مع ChatGPT.
وردًا على موجة الانتقادات، أعلنت أوبن أيه آي عن حزمة إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز الأمان، خاصة للمستخدمين دون سن 18 عامًا. وتشمل هذه الخطوات أنظمة رقابة أبوية وآليات لتقدير أعمار المستخدمين بشكل أكثر دقة، لمنع الوصول إلى محتويات قد تكون ضارة أو غير مناسبة.
ويرى محللون أن هذه الأزمة تسلط الضوء على التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات المطوّرة للذكاء الاصطناعي، والمتمثل في تحقيق التوازن بين تحسين تجربة المستخدم وضمان سلامته النفسية، خصوصًا في ظل الاستخدام الواسع لـ ChatGPT من قبل أكثر من 700 مليون مستخدم حول العالم.
ويؤكد الخبراء أن ما يحدث مع GPT-5 ليس مجرد خطأ تقني، بل مؤشر على معركة قادمة بين الذكاء الاصطناعي الآمن والتفاعل غير المقيد، وهي معركة قد تحدد مستقبل الصناعة بالكامل.