أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيس اليوم على تراجع ملحوظ، حيث انخفض بمقدار 42.27 نقطة، ليصل إلى مستوى 10,964.71 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.2 مليارات ريال سعودي.
وتأتي هذه الحركة في سياق تقلبات السوق التي شهدها المستثمرون خلال جلسة اليوم، مع تأثير عوامل متعددة على أداء الأسهم، ما دفع مؤشر السوق الرئيسي إلى التراجع رغم بعض الفرص الإيجابية التي سجلتها عدد من الشركات.
إقرأ ايضاً:
"تقييم" تطلق مفاجأة في الرياض.. إليك المخالفة الجسيمة التي دفعت بـ 4 حالات إلى النيابة العامة!سوق الكريبتو تنزف.. بيتكوين تهوي لمستوى غير مسبوق وتفقد 129 مليار دولار في يوممنصة «إيجار» تحسم الجدل حول تمديد العقود وتوضح المدة النظامية للتجديدوبلغت كمية الأسهم المتداولة في السوق خلال الجلسة نحو 324 مليون سهم، حيث لوحظ نشاط متفاوت بين مختلف الشركات المدرجة، إذ ارتفعت أسعار أسهم 65 شركة من إجمالي الشركات المتداولة، في حين أغلقت أسهم 182 شركة على انخفاض، ويُظهر هذا التباين المستمر ديناميكية السوق السعودية، وتأثره بعوامل داخلية وخارجية على حد سواء، سواء كانت اقتصادية أو تتعلق بتوجهات المستثمرين.
وكانت أسهم عدد من الشركات الأكثر ارتفاعًا من بين أبرز العوامل الإيجابية في الجلسة، حيث تصدرت شركات مثل شمس، ومعدنية، وبحر العرب، ولجام للرياضة، ونسيج قائمة الأكثر مكاسب، مسجلة نسب ارتفاع تراوحت بين 9.20% و9.95%، وعززت هذه الارتفاعات معنويات بعض المستثمرين، لكنها لم تكن كافية لتعويض التأثير الأوسع لتراجع أسهم شركات أخرى على أداء المؤشر العام.
على الجانب الآخر، شهدت أسهم شركات سينومي ريتيل، وسهل، والأندلس، ومتكاملة، ومرنة تراجعًا ملحوظًا في قيمتها خلال الجلسة، ما كان له دور بارز في الضغط على مؤشر السوق الرئيسي.
هذا التراجع الواسع كان مؤشرًا على حالة الحذر التي سيطرت على شريحة كبيرة من المتعاملين، وسط مخاوف من تقلبات مستقبلية في السوق أو توقعات بعوامل خارجية مؤثرة على اقتصاد المملكة والأسواق المالية بشكل عام.
من حيث نشاط التداول، تركزت الكميات الأعلى من الأسهم المتداولة على شركات شمس، وبحر العرب، وأرامكو السعودية، وسينومي ريتيل، وباتك، التي سجلت نسبًا مرتفعة في حجم التداول، مما يعكس اهتمامًا مستمرًا من المستثمرين بهذه الشركات، سواء كان ذلك بهدف المضاربة أو الاستثمار طويل الأمد.
أما من حيث القيمة السوقية، فقد كانت أسهم شركات سينومي ريتيل، وأرامكو السعودية، وشمس، وأكوا باور، والراجحي، هي الأكثر نشاطًا، حيث استحوذت على جزء كبير من السيولة المتدفقة في السوق، ما يبرز دور هذه الشركات كلاعبين رئيسيين في حركة السوق.
وفي سياق متصل، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية "نمو" على انخفاض حاد بلغ 132.37 نقطة، ليصل إلى مستوى 27,162.60 نقطة، مع تداولات بلغت قيمتها نحو 21 مليون ريال، وبكمية أسهم متداولة تجاوزت المليوني سهم.
ويعكس هذا التراجع في مؤشر "نمو" حالة من الحذر بين المستثمرين في السوق الموازي، الذي يشكل جزءًا مهمًا من منظومة الاستثمار في الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ويعكس توجهات المستثمرين نحو تقليل المخاطر في ظل التقلبات الحالية.
تُظهر هذه الأرقام والمؤشرات استمرار السوق السعودي في التعامل مع بيئة متغيرة تجمع بين عوامل إيجابية وأخرى ضاغطة، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ويعكس أداء الجلسة حرص المستثمرين على إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية، خصوصًا في ضوء تطورات اقتصادية وسياسية متلاحقة قد تؤثر على الأسواق العالمية والمحلية.
ومن المتوقع أن يظل السوق السعودي تحت مراقبة المستثمرين عن كثب خلال الفترة القادمة، مع متابعة تأثير الأحداث العالمية على أسعار النفط، والقرارات الاقتصادية المحلية.
بالإضافة إلى متابعة نتائج الشركات المالية والتشغيلية التي ستُعلن خلال الفترة المقبلة، وهذا كله يجعل من إدارة المخاطر والتخطيط الاستثماري عنصرين أساسيين في تحديد توجهات السوق وحجم السيولة المتداولة.
في المجمل، تؤكد جلسة اليوم أن السوق السعودي يشهد حالة من التذبذب المرتبط بمزيج من الأخبار الاقتصادية والسياسية، ما يحفز المستثمرين على اتخاذ قرارات أكثر حذرًا، والتركيز على الشركات ذات الأساسيات القوية والآفاق الواعدة، ضمن بيئة تتطلب قدرًا عاليًا من المرونة واليقظة في التعامل مع تقلبات السوق.