تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل ترقب حذر من الأسواق العالمية بشأن التطورات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي منح موسكو مهلة زمنية محددة لإنهاء النزاع، ما ألقى بظلاله على تحركات المتداولين وسط مخاوف متزايدة من تصعيد تجاري جديد.
وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا بنسبة 0.5% لتبلغ 68.87 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.6% إلى 66.56 دولارًا، بحسب بيانات "رويترز"، وذلك بعد أن أغلق الخامان الجلسة السابقة على انخفاض تجاوز الدولار للبرميل، ما يعكس استمرار الضغوط السلبية في الأسواق.
إقرأ ايضاً:
"تقييم" تطلق مفاجأة في الرياض.. إليك المخالفة الجسيمة التي دفعت بـ 4 حالات إلى النيابة العامة!سوق الكريبتو تنزف.. بيتكوين تهوي لمستوى غير مسبوق وتفقد 129 مليار دولار في يوممنصة «إيجار» تحسم الجدل حول تمديد العقود وتوضح المدة النظامية للتجديدوكان ترامب قد أعلن، خلال الساعات الماضية، عزمه تزويد أوكرانيا بأسلحة متقدمة، ملوّحًا بفرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي في حال لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يومًا، في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خريطة التوازنات النفطية العالمية وتثير قلق كبار المستوردين.
ورغم هذه التراجعات، رفع بنك "جولدن ساكس" توقعاته لأسعار النفط للنصف الثاني من عام 2025، مستندًا إلى عوامل تشمل اضطرابات محتملة في الإمدادات، وتقلص مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى جانب القيود المفروضة على الإنتاج في روسيا، التي باتت أكثر عرضة للعقوبات الغربية.
ويُتوقع أن يستمر التقلب في أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل الغموض المحيط بالسياسات الأمريكية تجاه روسيا، وتزايد الحديث عن احتمال فرض رسوم جمركية إضافية على واردات معينة، وهو ما يعزز من مخاوف الأسواق بشأن تراجع الطلب العالمي على الطاقة.
وتبقى الأنظار متجهة نحو رد موسكو على تصريحات ترامب، ومدى قدرة منظمة أوبك+ على ضبط إيقاع السوق وسط الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية المتزامنة، في وقت يحتاج فيه السوق العالمي إلى استقرار حقيقي يوازن بين الإمدادات والطلب.