شهدت أسعار النفط العالمية حالة من الاستقرار الحذر خلال التعاملات المبكرة اليوم الخميس، بعدما سجلت في الجلسة السابقة أدنى مستوياتها خلال أسبوعين نتيجة استمرار الضغوط الناتجة عن تباطؤ الطلب العالمي وتزايد فائض المعروض في الأسواق.
وبحسب بيانات الأسواق، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بشكل طفيف بمقدار سنتين فقط أو ما يعادل 0.03% لتصل إلى 63.54 دولارًا للبرميل عند الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش، بينما استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دون تغيير يذكر عند مستوى 59.60 دولارًا للبرميل.
إقرأ ايضاً:
"لجنة الانضباط" تطلق زلزالًا ماليًا ضد نجم "الاتفاق".. هذا السلوك الخاطئ الذي كلف ديمبلي 10000 ريال والإيقافرقم ضخم ومفاجآت عالمية في الرياض.. إنجاز جديد يكشف قوة موسم الترفيه الأكبرحديث جريء في بيبان 2025.. كواليس رؤية جديدة للاستثمار وريادة الأعمال في السعوديةويأتي هذا التوقف المؤقت في مسار الهبوط عقب جلسة الأربعاء التي شهدت تراجعًا ملحوظًا للأسعار، بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل غير متوقع بمقدار 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى نحو 421.2 مليون برميل، وهو رقم يفوق التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى زيادة بنحو 603 آلاف برميل فقط.
ويرى محللون أن الزيادة الكبيرة في المخزونات الأمريكية تمثل إشارة سلبية للأسواق، إذ تعكس ضعف الطلب المحلي وتراجع معدلات السحب من المخزون، في وقت تتزايد فيه مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثيره المباشر على استهلاك الطاقة.
كما أشار عدد من المراقبين إلى أن استمرار فائض الإمدادات في الأسواق العالمية، خاصة من جانب الولايات المتحدة ودول منظمة أوبك+، يشكل ضغطًا إضافيًا على الأسعار، في ظل غياب مؤشرات قوية على تعافي الطلب خلال الربع الأخير من العام الجاري.
ويرى خبراء الطاقة أن السوق تمر حاليًا بمرحلة توازن هش، إذ تتأرجح الأسعار بين ضغوط المعروض وعمليات الشراء التحوطية من بعض المستثمرين الذين يراهنون على انتعاش تدريجي في الطلب مع دخول فصل الشتاء.
ويؤكد المحللون أن بيانات المخزونات الأمريكية الأسبوع المقبل ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه القادم للأسعار، خاصة في ظل التوقعات بأن تواصل الأسواق العالمية تقلبها بين المخاوف الاقتصادية وتغيرات الإمداد.
كما لفت بعض الخبراء إلى أن أي تطورات جيوسياسية جديدة في مناطق الإنتاج الكبرى أو قرارات مفاجئة من أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج قد تعيد خلط الأوراق وتغير مسار الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.
وفي ظل هذه المعطيات، يترقب المستثمرون بحذر ما ستسفر عنه التحركات القادمة في السوق النفطية، وسط مؤشرات متباينة بين احتمالات استقرار مؤقت أو استمرار الضغوط الهبوطية بفعل وفرة المعروض وضعف الطلب العالمي.