حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا عالميًا بارزًا على صعيد الذكاء الاصطناعي، حيث تولّت رئاسة الشبكة العالمية للهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي التابعة لليونسكو، والمعروفة اختصارًا بـ GNAIS. ويعكس هذا الإنجاز المكانة المتصاعدة للسعودية في مجال التقنية العالمية، ويؤكد التزامها بالحوكمة الرقمية والأخلاقيات التقنية. ويأتي هذا التعيين ضمن جهود المملكة لتعزيز مكانتها كمركز رائد للابتكار الرقمي والتنمية المستدامة وفق رؤية 2030، ويبرز دورها الفاعل في صياغة معايير أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.
تمثيل السعودية على المنصة الدولية
جاء هذا الإنجاز خلال اجتماع رسمي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة ممثلي 25 هيئة إشرافية دولية تمثل الدول الأعضاء والمنظمات المعنية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. ومثّلت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" المملكة بالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، ما يبرز تكامل الجهود السعودية على المستويين التقني والمؤسساتي. وتقدّر اليونسكو هذا الدور القيادي نظرًا لالتزام المملكة بمبادئ الحوكمة الرقمية وتعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس تطور المملكة من مستخدم للتقنية إلى صانع للمعايير العالمية.
إقرأ ايضاً:
العقوبات على روسيا تعيد رسم خريطة تجارة النفط وتنعش صادرات الخليج إلى الهندالدليل الكامل لتسجيل الدخول إلى منصة كيريو اليابانية لتعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانويأهداف الشبكة وأهمية الرئاسة السعودية
تهدف شبكة GNAIS إلى تنسيق الجهود الإشرافية بين الدول، وتوفير منصة لتبادل الخبرات العملية والتجارب في مجالات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، إضافة إلى تقديم موارد تدريبية ودراسات حالة متخصصة. ومن خلال رئاستها للشبكة، ستلعب السعودية دورًا محوريًا في صياغة معايير موحّدة للإشراف على الذكاء الاصطناعي تُطبق عالميًا في مختلف القطاعات. ويأتي هذا الإنجاز ضمن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها المملكة لتعزيز البحث والتطوير، ودعم الحوسبة المتقدمة، وتطوير البنية التحتية الرقمية بما يواكب التحولات العالمية.
وتؤكد هذه الخطوة التزام السعودية بصياغة خطاب أخلاقي عالمي يوازن بين الابتكار التقني وحماية حقوق الأفراد والمجتمعات، كما يعزز دورها في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خصوصًا الاستخدام العادل والمنصف للتقنيات الحديثة. ويترجم الإنجاز رسالة واضحة للعالم بأن المملكة ليست فقط قوة اقتصادية، بل مركز عالمي لتصدير السياسات التقنية الرشيدة، ومرجعًا عالميًا في إدارة وتنظيم الذكاء الاصطناعي.
ويعكس هذا الإنجاز أيضًا استعداد السعودية لتوسيع شراكاتها الدولية، وتعزيز تأثيرها في الملفات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما يدعم الابتكار الأخلاقي المستقبلي ويرسخ مكانتها كقوة فاعلة في النقاشات التقنية متعددة الأطراف.