في خطوة تُعد الأضخم في تاريخ العاصمة السعودية، أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن انطلاق المسح الأسري الديموغرافي الشامل، الذي يهدف إلى رصد واقع السكان وتحديث قواعد البيانات الحضرية باستخدام أحدث التقنيات الرقمية، في مشروع غير مسبوق من حيث الحجم والدقة.
ويشمل هذا المشروع 217 حيًا سكنيًا تمتد على مساحة تبلغ نحو 5960 كيلومترًا مربعًا، وهي مساحة تعادل أكثر من عشر مرات مساحة مملكة البحرين، في مبادرة تُعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الرياض، لتوثيق حياة أكثر من 8 ملايين نسمة يعيشون في المدينة.
إقرأ ايضاً:
تحذير رسمي من الأرصاد السعودية بعد تداول مقطع مثير للجدل عن أمطار 45 يومًاقرار مصيري يلوح في الأفق قبل الكلاسيكو المنتظر بين الاتحاد والهلال!وبحسب الهيئة، فإن هذا المسح يأتي بهدف جمع وتحليل البيانات السكانية والاجتماعية والاقتصادية بدقة عالية، مما سيسهم في تطوير الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة، وتوجيه التخطيط الحضري المستدام بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويُنفَّذ المشروع على مراحل تبدأ بعمليات المسح الميداني باستخدام أجهزة رقمية متطورة، مرورًا بتحليل البيانات عبر أنظمة ذكية، وصولًا إلى إعداد مؤشرات دقيقة تساعد صناع القرار على رسم مستقبل المدينة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة أن هذا المسح هو “نقطة انطلاق نحو تحويل الرياض إلى مدينة ذكية متكاملة”، مشيرًا إلى أن نتائجه ستنعكس على تطوير المرافق العامة والخدمات الصحية والتعليمية والنقل العام، بما يحقق رفاهية السكان ويعزز جاذبية المدينة للاستثمار والعيش.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الهيئة المتواصلة في الرصد الحضري والدراسات السكانية التي تهدف إلى متابعة التغيرات الديموغرافية وتحديث البيانات بشكل دوري، بما يتيح بناء سياسات أكثر دقة وفاعلية لمستقبل العاصمة.
وقد وصف عدد من سكان الرياض المشروع بأنه “نقطة تحول تاريخية”، إذ قال المقيم أحمد العتيبي من حي الملز: “نعيش مرحلة مختلفة تماماً، يبدو أن العاصمة تستعد لمرحلة غير مسبوقة في تاريخها الحديث”. فيما أكدت المخططة الحضرية سارة المطيري أن هذا المسح “سيحدث ثورة في فهم احتياجات المجتمع، وسيساعد الجهات الحكومية والخاصة في تحسين مستوى الخدمات”.
ومع استمرار فرق العمل في تجوب أحياء الرياض على مدار الساعة، يترقب السكان النتائج التي قد تحدد ملامح مدينة المستقبل. فكل معلومة تُجمع اليوم قد تكون الأساس في رسم ملامح العاصمة الذكية الأولى في الشرق الأوسط.
ويبقى السؤال الأهم الذي يتردد بين سكان العاصمة: “هل ستكون الرياض أول مدينة ذكية عربية؟” الإجابة قيد التحليل.. في بيانات تُجمع الآن من كل بيت وكل شارع.