حذّر فريق من الباحثين في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من أن بعض الأطعمة اليومية الشائعة، وعلى رأسها اللحوم فائقة التصنيع والمشروبات المحلّاة بالسكر، قد تشكل خطرًا كبيرًا على صحة الدماغ ووظائف الإدراك، خاصة لدى كبار السن.
ووفقًا لما نقله موقع Science Alert العلمي، كشفت دراسة حديثة أن الاستمرار في تناول حصة واحدة إضافية يوميًا من اللحوم المصنعة مثل النقانق واللحم المقدد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك بنسبة 17%. كما أن تناول حصة إضافية من المشروبات السكرية مثل الصودا، أو الشاي المثلج، أو عصائر الفاكهة المُعلبة، يزيد الخطر بنسبة 6%.
إقرأ ايضاً:
الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأوضح الباحثون أن العلاقة الأقوى كانت مرتبطة باللحوم والمشروبات السكرية تحديدًا، بينما لم تُظهر بعض أنواع الأطعمة الأخرى مثل المربى والحلويات والوجبات الخفيفة والحبوب ومنتجات الألبان ارتباطًا واضحًا بنفس درجة التأثير السلبي على القدرات العقلية.
تفاصيل الدراسة العلمية
الدراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (The American Journal of Clinical Nutrition)، حيث قام الفريق البحثي بتحليل بيانات 4,750 مشاركًا من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا، ضمن مشروع "دراسة الصحة والتقاعد" بجامعة ميشيغان.
وتابعت الدراسة المشاركين على مدى سبع سنوات (من 2014 حتى 2020)، حيث تم إخضاعهم لاختبارات متنوعة لقياس الذاكرة قصيرة وطويلة الأمد، بالإضافة إلى اختبارات التركيز والحساب الذهني مثل الطرح التسلسلي والعد التنازلي. وبنهاية الفترة، أُصيب نحو 1,363 شخصًا بضعف إدراكي ملحوظ، ما أكد التأثير المباشر للعادات الغذائية على صحة الدماغ.
التوازن هو الحل
وأكدت بريندا ديفي، أستاذة التغذية البشرية والمشاركة في إعداد البحث، أن الحل يكمن في الاعتدال الغذائي والتنوع في تناول الطعام، مشيرة إلى أن الإنسان قادر على تعديل سلوكياته الغذائية إذا أدرك مخاطر الأطعمة المصنعة.
ومن جانبه، أوضح الباحث بن كاتز من الجامعة نفسها أن “اتباع نظام غذائي متوازن شيء، لكن تمكين الناس من مهارات الطهي وإعداد الوجبات الصحية هو ما يُحدث الفارق الحقيقي في السلوك الغذائي على المدى الطويل”.
انعكاسات مقلقة على الصحة العامة
وبحسب الباحثين، فإن الأطعمة فائقة المعالجة تمثل نحو 65% من إجمالي الأغذية و38% من المشروبات التي تستهلكها الأسر الأمريكية حتى عام 2020، ما يشير إلى اعتماد مفرط على الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية.
ويرى فريق الدراسة أن الحل لا يقتصر على التحذير من الأطعمة الخطرة، بل يجب أن يشمل برامج توعية وتثقيف غذائي ودروس طبخ مجتمعية تساعد الأفراد على تحسين خياراتهم الغذائية والابتعاد عن الأطعمة عالية المعالجة التي تؤثر سلبًا على الدماغ والذاكرة مع مرور الوقت.
وفي ختام الدراسة، شدد الباحثون على أن صحة الدماغ تبدأ من المطبخ، وأن التوازن في النظام الغذائي يمثل خطوة أساسية لحماية القدرات الإدراكية والحفاظ على نشاط الدماغ مع التقدم في العمر.