منزلة السماك.. بداية التحول المناخي في السعودية ومؤشرات على اقتراب الشتاء

منزلة السماك.. بداية التحول المناخي في السعودية ومؤشرات على اقتراب الشتاء

كتب بواسطة: سوسن شرف |

تشهد الأجواء في المملكة العربية السعودية هذه الأيام دخول منزلة "السماك"، التي تُعد من أبرز مراحل التحول بين فصلي الخريف والشتاء. وأوضح خبراء الطقس أن هذه المرحلة المناخية تحمل معها العديد من التغيرات في درجات الحرارة والرطوبة وسلوك الرياح، مما يجعلها فترة مميزة في التقويم المناخي للمملكة، حيث يبدأ معها انخفاض تدريجي في الحرارة وتزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والحساسية الموسمية.

منزلة السماك والتقلبات الجوية في المملكة

تُعرف منزلة السماك بأنها ثاني منازل الوسم في التقويم المناخي، وتستمر لمدة 13 يومًا. وتتميز بانخفاض ملموس في درجات الحرارة خلال ساعات الليل، مع بقاء النهار معتدلًا نسبيًا. كما تبدأ مؤشرات دخول الشتاء بالظهور من خلال زيادة برودة الصباحات وطول الليل مقارنة بالنهار. ويشير الخبراء إلى أن هذه الفترة تشهد عادة تقلبات جوية بين الجفاف والرطوبة، وهو ما يتسبب في انتشار أمراض الجهاز التنفسي وحساسية الأنف والصدر. ومع هذه التغيرات، يُنصح بارتداء الملابس المناسبة في فترات الصباح والمساء لتجنب الإصابة بنزلات البرد.

إقرأ ايضاً:

تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليمي

السماك ومواسم الزراعة في السعودية

تُعد منزلة السماك من أهم الفترات الزراعية في العام، حيث يوصي المزارعون بزراعة الخضروات الورقية مثل الخس والبقدونس والسبانخ، إلى جانب زراعة القمح والشعير في مناطق وسط وشمال المملكة. كما تعتبر هذه المرحلة مثالية لتحسين خصوبة التربة وتسميد الأشجار استعدادًا لموسم الشتاء. ويستفيد المزارعون السعوديون من علامات السماك الطبيعية لتحديد توقيت الري والحصاد، استنادًا إلى إرث طويل من الخبرة الزراعية التي توارثتها الأجيال عبر الزمن.

الموروث الشعبي ودلالات الطبيعة في موسم السماك

احتلت منزلة السماك مكانة بارزة في التراث العربي، حيث ارتبطت بالأمثال الشعبية التي تعبر عن دقة ملاحظة العرب القدماء للظواهر الطبيعية. ومن الأقوال المأثورة في هذا السياق: "إذا طلع السماك ذهبت العكاك واستقامت الأضاح"، في إشارة إلى استقرار الطقس واعتدال الأجواء بعد اضطرابات الخريف. كما تشهد هذه الفترة بدء هجرة بعض أنواع الطيور مثل طائر الكرك، وتزداد حركة الحياة البرية، ما يجعلها موسمًا غنيًا بالتنوع البيئي والطبيعي.

يُعتبر دخول منزلة السماك علامة واضحة على بدء العد التنازلي لفصل الشتاء في السعودية، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي وتتهيأ الطبيعة لاستقبال البرودة. ومع أن هذه المرحلة قصيرة نسبيًا، إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير من التغيرات البيئية والزراعية والثقافية التي تشكل جزءًا من هوية المناخ السعودي المتفرد.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار