التدريب التقني في السعودية.. تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيل جيل الوظائف المستقبلية

التدريب التقني في السعودية.. تمكين الكفاءات الوطنية وتأهيل جيل الوظائف المستقبلية

كتب بواسطة: محمد صالح |

يشهد قطاع التدريب التقني في المملكة العربية السعودية تطورًا غير مسبوق ضمن جهود الدولة لتعزيز جاهزية الشباب لسوق العمل المستقبلي، حيث تلعب المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني دورًا محوريًا في بناء جيل مؤهل يمتلك المهارات اللازمة للمنافسة في القطاعات التقنية والصناعية الحديثة. وتأتي مبادرات المؤسسة كركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 التي تركز على تنمية القدرات البشرية وتمكينها من الإسهام في الاقتصاد الوطني.

برامج نوعية لتأهيل الخريجين لسوق العمل

نفذت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025 أكثر من 528 برنامجًا تدريبيًا مخصصًا لتهيئة خريجي الكليات والمعاهد لسوق العمل. وتهدف هذه البرامج إلى تطوير المهارات التقنية والعملية في مجالات متنوعة تشمل الهندسة، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة. وتعتمد المؤسسة في تصميم برامجها على دراسات دقيقة لاحتياجات سوق العمل بالتعاون مع كبرى الشركات الوطنية، لضمان مواءمة التدريب مع متطلبات المهن الحالية والمستقبلية. كما ترتكز استراتيجيتها على التدريب العملي وتطوير المهارات السلوكية لضمان جاهزية الخريجين للانخراط في بيئات العمل المختلفة بكفاءة عالية.

إقرأ ايضاً:

تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليمي

ملتقيات التوظيف والشراكات الاستراتيجية

تواصل المؤسسة جهودها لربط الخريجين بفرص العمل من خلال تنظيم 311 ملتقى ومعرض توظيف في مختلف مناطق المملكة، بالشراكة مع القطاعين العام والخاص. وأسفرت هذه الفعاليات عن توقيع 95 مذكرة تفاهم مع شركات ومؤسسات وطنية كبرى، لتعزيز التعاون في مجال التدريب والتوظيف وتبادل الخبرات. وتُعد هذه الشراكات خطوة استراتيجية في دعم التوطين وتوسيع آفاق التوظيف، إذ تسهم في خلق بيئة متكاملة تجمع بين التعليم التطبيقي والفرص المهنية الواقعية، مما يعزز من جاهزية الكفاءات الوطنية لمتطلبات السوق المتجددة.

متابعة دقيقة لرضا المستفيدين وتحسين الأداء

تتبنى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني نهجًا قائمًا على التحليل والمتابعة المستمرة، حيث أجرت خلال عام 2025 أكثر من 16 ألف استبانة لقياس رضا الخريجين و1574 استبانة لأصحاب العمل، بهدف تطوير البرامج التدريبية وتحسين جودة مخرجاتها. وتُعد هذه البيانات أداة رئيسية لتحديث الخطط المستقبلية وضمان تحقيق التوازن بين تطلعات المتدربين واحتياجات قطاعات العمل.

تؤكد هذه الجهود أن المؤسسة تسير بخطى ثابتة نحو بناء منظومة تعليمية متكاملة قادرة على خلق جيل وطني مؤهل يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المعرفي. وبفضل التوسع في البرامج المتخصصة وتبني معايير الجودة العالمية، أصبحت المؤسسة نموذجًا في تمكين الشباب السعودي وتحويل مهاراتهم إلى طاقات إنتاجية تدعم مستهدفات رؤية 2030.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار