شركات التكنولوجيا العالمية تحت ضغط الذكاء الاصطناعي وتسريحات تهز وادي السيليكون

شركات التكنولوجيا العالمية تحت ضغط الذكاء الاصطناعي وتسريحات تهز وادي السيليكون

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي واحدة من أكثر فترات التحول الجذري في تاريخه، حيث تواصل الشركات العملاقة تقليص أعداد موظفيها لصالح الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة. فقد تحوّل وادي السيليكون من رمز للابتكار والتوظيف الضخم إلى مركز لإعادة الهيكلة واسعة النطاق، في ظل سباق محموم نحو التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي بدأت تعيد رسم خريطة القوى العاملة في العالم.

تسريحات ضخمة في ميتا وأمازون تحت شعار الأتمتة والذكاء الاصطناعي

أعلنت ميتا عن جولة جديدة من تسريحات الموظفين شملت نحو 600 وظيفة إضافية، تركز معظمها في فرق الذكاء الاصطناعي والأبحاث التقنية. واعتبر مارك زوكربيرج أن هذه القرارات ضرورية لتبسيط العمل وزيادة كفاءة المؤسسة، بعد أن قلصت الشركة سابقًا أكثر من 30 ألف وظيفة منذ عام 2022. وتأتي هذه الخطوات بينما تواصل ميتا ضخ استثمارات ضخمة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الفائق ومنصاتها الرقمية، ما يعكس مفارقة بين التوسع التكنولوجي وتقليص القوى العاملة.

إقرأ ايضاً:

الموارد البشرية تحذر أصحاب المنشآت .. هذه المخالفة تعرضك لعقوبات غير متوقعة"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!"مايكروسوفت" تفاجئ العالم بـ MAI-Image-1.. هل ينهي عصر DALL-E؟ تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

أما أمازون، فقد بدأت تنفيذ خطة لإعادة تشكيل هيكلها التشغيلي عبر الأتمتة والروبوتات الذكية. وتشير التقارير إلى أنها تخطط لتسريح ما يصل إلى 15% من موظفي الموارد البشرية، مع تسريحات سابقة في وحدات مثل خدمات أمازون ويب (AWS). الرئيس التنفيذي آندي جاسي صرح بأن الذكاء الاصطناعي سيعيد صياغة أسلوب العمل ويقلل الاعتماد على العمالة اليدوية في المستودعات ومراكز تلبية الطلبات. هذه الخطوات تعكس توجهًا عالميًا نحو دمج التكنولوجيا العميقة في العمليات التشغيلية لتحقيق الكفاءة وتقليل التكاليف.

امتداد موجات التسريح إلى مايكروسوفت وتاتا وإنتل

لم تكن الشركات الأخرى بمعزل عن هذه الموجة، إذ أعلنت مايكروسوفت عن تسريح آلاف الموظفين في مجالات المبيعات والهندسة، بينما تستعد شركة إنتل لتقليص نحو 25 ألف وظيفة عالميًا ضمن خطة لتركيز جهودها على تطوير الرقائق الجديدة. وفي الهند، كشفت شركة تاتا للخدمات الاستشارية عن تخفيضات تطال أكثر من 20 ألف وظيفة ضمن تحولها إلى نموذج تشغيلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة الذكية، في حين قلصت شركات أخرى مثل Infosys وWipro وTech Mahindra آلاف الوظائف لأسباب مشابهة. المشهد العام يعكس أن التسريحات لم تعد ظاهرة مؤقتة بل توجهًا استراتيجيًا جديدًا لإعادة تشكيل طبيعة العمل في القطاع.

تغيرات جذرية في مفهوم العمل ومستقبل الموظفين التقنيين

تشير التحليلات إلى أن ما يحدث اليوم ليس مجرد خفض للتكاليف، بل بداية لعصر جديد تُستبدل فيه المهام الروتينية بأنظمة ذكية قادرة على التعلم والتطوير الذاتي. وفي المقابل، تبرز فرص عمل جديدة في مجالات مثل هندسة الذكاء الاصطناعي، أمن البيانات، وتصميم الأنظمة الذكية، ما يعني أن سوق العمل لم ينكمش فعليًا بل أعاد توزيع مهاراته. ومع تسارع وتيرة التحول الرقمي، سيصبح التحدي الأكبر أمام الموظفين هو اكتساب مهارات جديدة تتوافق مع متطلبات الأتمتة والتقنيات الناشئة، لضمان الاستمرارية في بيئة عمل متغيرة باستمرار.

يشير الخبراء إلى أن العقد القادم سيشهد توازنًا جديدًا بين الإنسان والآلة، حيث لن تُقاس القيمة بعدد العاملين، بل بمدى قدرتهم على توظيف الذكاء الاصطناعي في تحقيق الابتكار والإنتاجية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار