تزداد أهمية السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية مع توجه الدولة نحو تحقيق أهداف الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، إلا أن المناخ الصحراوي القاسي يطرح تحديات كبيرة تتعلق بمدى البطارية وكفاءة الأداء في ظل درجات الحرارة المرتفعة. ومع تزايد الطلب على السيارات الكهربائية، يبرز تساؤل جوهري حول مدى قدرتها على التكيّف مع البيئة المحلية، وما إذا كانت الحرارة قد تقلل من كفاءتها بنسبة تصل إلى النصف كما تشير بعض الدراسات.
تأثير الحرارة المرتفعة على كفاءة البطارية ومدى القيادة
تعد بطاريات الليثيوم-أيون العنصر الحساس في السيارة الكهربائية، حيث تؤثر الحرارة المرتفعة بشكل مباشر على كفاءتها وسرعة تفريغها للطاقة. في المدن السعودية مثل الرياض والدمام، التي تشهد صيفاً تصل فيه الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية، يؤدي تشغيل مكيف الهواء بكامل طاقته إلى استنزاف كبير للطاقة. وتشير تقديرات فنية إلى أن استهلاك المكيف قد يقلل من مدى السيارة بنسبة تتراوح بين 20% و50%، ما يجعل القيادة لمسافات طويلة أكثر صعوبة في فصل الصيف. كما تؤدي الحرارة المستمرة إلى تدهور عمر البطارية على المدى البعيد، مما يرفع تكلفة الصيانة والاستبدال مستقبلاً.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!نقص محطات الشحن وتحديات الطرق الطويلة
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتوسيع شبكة محطات الشحن ضمن رؤية 2030، إلا أن المسافات الشاسعة بين المدن الكبرى تمثل تحدياً حقيقياً. فالمسافة بين الرياض وجدة مثلاً تتجاوز 900 كيلومتر، ومع قلة محطات الشحن السريع على الطرق السريعة، يضطر السائقون إلى التخطيط الدقيق لرحلاتهم لتفادي نفاد الشحن. هذا الواقع يدفع كثيراً من المستهلكين إلى التردد في شراء السيارات الكهربائية إلى حين اكتمال البنية التحتية، خاصة وأن الشحن الكامل قد يستغرق ساعات مقارنة بعدة دقائق فقط لملء خزان الوقود في السيارات التقليدية.
حلول وتوجهات نحو تعزيز الموثوقية في البيئة السعودية
تعمل الشركات المصنعة اليوم على تطوير أنظمة تبريد سائل للبطاريات تحافظ على أدائها في الظروف القاسية، كما يجري اختبار مواد جديدة مقاومة للحرارة والرطوبة. إضافة إلى ذلك، تعزز المملكة التعاون مع الشركات العالمية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وضمان أن تكون البطاريات والأنظمة مصممة خصيصاً للمناخ المحلي. كما تشجع المبادرات الوطنية على بناء محطات شحن ذكية وموزعة جغرافياً لدعم الانتقال التدريجي نحو النقل الكهربائي المستدام.
نجاح السيارات الكهربائية في السعودية لن يتحقق فقط عبر التقنيات المتطورة، بل من خلال تكامل الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير الثقة والبنية التحتية اللازمة، بما يضمن تجربة قيادة آمنة واقتصادية ومتوافقة مع البيئة الصحراوية القاسية.