مخطط الصين الجديد للتنمية.. السفير الصيني في السعودية يكشف ملامح الخطة الخمسية الخامسة عشر

تواصل الصين مسيرتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة من خلال إطلاق خطتها الخمسية الخامسة عشر، التي تمثل المرحلة التالية في مسيرة التحديث الصيني. وأوضح السفير الصيني في المملكة العربية السعودية، تشانغ هو، أن هذه الخطة تأتي استكمالًا للنجاحات التي حققتها الصين خلال الخطة الخمسية الرابعة عشر، مؤكداً أنها ستعزز النمو الاقتصادي، وتدفع نحو الابتكار والانفتاح والتعاون الدولي.

الخطط الخمسية الصينية ودورها في التنمية

تُعد الخطط الخمسية إحدى أبرز أدوات الصين في إدارة التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ تأسيسها، إذ تُستخدم لتحديد الأهداف الاستراتيجية والتوجهات الكبرى لكل مرحلة. ووفق ما أوضحه السفير الصيني، فإن الخطة الخمسية الخامسة عشر تمثل خريطة طريق جديدة نحو التحديث الكامل للدولة بحلول عام 2035، وتهدف إلى تعزيز الاعتماد على الذات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتحقيق تنمية عالية الجودة تركز على الابتكار والاستدامة. كما تستهدف الخطة زيادة مساهمة الصين في الاقتصاد العالمي، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والإنتاج، مع تحسين جودة حياة المواطنين ورفع مستوى الخدمات الاجتماعية والتعليمية.

إقرأ ايضاً:

انفتاح اقتصادي وتعاون دولي متجدد

أكد السفير تشانغ هو أن الصين تسير بخطى ثابتة نحو مزيد من الانفتاح الاقتصادي على العالم، رغم التحديات المتمثلة في الاحتكاكات التجارية والانغلاق المتزايد لدى بعض الاقتصادات الكبرى. وتحرص الصين على حماية النظام التجاري المتعدد الأطراف وتعزيز التعاون الدولي عبر مبادرة "الحزام والطريق"، التي تربط أكثر من 150 دولة، كما تعمل على توسيع الاستثمارات الأجنبية وتقليل القيود الجمركية. وأشار السفير إلى أن هذا الانفتاح لا يقتصر على التبادل التجاري فحسب، بل يشمل أيضًا التعاون في مجالات التكنولوجيا الخضراء والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة. وتؤكد بكين من خلال هذا النهج التزامها بمبدأ "المنفعة المتبادلة والفوز المشترك"، في وقت يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية غير مسبوقة.

رؤية صينية للتنمية المستدامة والتوازن العالمي

من أبرز ما تركز عليه الخطة الخمسية الخامسة عشر هو تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني تدريجيًا، مع بناء نظام اقتصادي صديق للبيئة. كما تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج الصناعي وتحفيز الابتكار العلمي بما يخدم التنمية الخضراء. وأوضح السفير أن هذه الخطة لا تسعى فقط لتحقيق الازدهار الداخلي، بل تسهم في تحقيق الاستقرار والنمو على المستوى العالمي من خلال التعاون الدولي والمشاركة في صنع القرار الاقتصادي العالمي. وتؤكد الصين أنها تسير في طريق التنمية السلمية، محافظة على دورها كركيزة استقرار للاقتصاد العالمي، ومساهمة أساسية في تحقيق التنمية المشتركة بين الشعوب.

تُظهر هذه الرؤية الشاملة تصميم الصين على المضي قدمًا في مسار الإصلاح والانفتاح، وبناء مستقبل اقتصادي أكثر ازدهارًا واستقرارًا للعالم، من خلال التعاون والتكامل مع الشركاء الدوليين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.