في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التحول الصناعي في المملكة، شهدت العلاقات السعودية السنغافورية دفعة قوية نحو بناء شراكات استراتيجية في مجالات التصنيع المتقدم وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة. ويأتي هذا التعاون كجزء من مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتقنية والابتكار، من خلال تبادل الخبرات الدولية وتطوير الكفاءات الوطنية.
تعزيز الشراكات الصناعية بين السعودية وسنغافورة
أجرى مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله الأحمري سلسلة من الاجتماعات الرسمية في سنغافورة، تناولت سبل التعاون في مجالات التصنيع المتقدم وتطوير البنية التحتية الصناعية. وشملت اللقاءات كبار المسؤولين في هيئة التنمية الصناعية السنغافورية (https://www.jtc.gov.sg) وجمعية صناعة أشباه الموصلات (https://ssia.org.sg)، إضافة إلى قادة في القطاع الصناعي والتقني. وناقش الجانبان تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والحلول الذكية للمدن الصناعية، وكيفية نقل الخبرات التقنية السنغافورية إلى المملكة للمساهمة في بناء منظومة صناعية متطورة تعتمد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
إقرأ ايضاً:
غرامة المرور السعودي الجديدة على سائقي الأجرة لعدم تركيب لوحة “ممنوع التدخين”كل ما يحتاجه المعلمون والمعلمات للتقديم على النقل الخارجي 2025 إلكترونيًا عبر نظام فارستبادل الخبرات في التعليم التقني والبحث العلمي
زار الأحمري جامعة نانيانغ التكنولوجية ومعهد التعليم التقني (https://www.ite.edu.sg)، حيث اطلع على أحدث ممارسات البحث والتطوير في مجالات الهندسة والروبوتات والتقنيات المتقدمة. كما التقى قيادات أكاديمية لمناقشة تصميم مناهج تدريبية متطورة تهدف إلى تأهيل الكوادر السعودية وفق أعلى المعايير الدولية. ويُعدّ هذا التعاون الأكاديمي خطوة مهمة نحو تطوير رأس المال البشري الصناعي، بما يتماشى مع التوجه الوطني لتعزيز التعليم التطبيقي والابتكار الصناعي. وتبحث الوزارة أيضًا إمكانية إنشاء برامج تبادل معرفي وتدريب عملي بين الجامعات السعودية والمؤسسات الأكاديمية في سنغافورة، لتسريع نقل المعرفة وتوطين المهارات.
رؤية المملكة 2030 ودعم التحول الصناعي المتقدم
تندرج هذه الجهود ضمن خطط وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتحقيق أهداف رؤية 2030، من خلال جذب الاستثمارات النوعية، وتوسيع القاعدة الصناعية الوطنية، وتعزيز الإنتاج المحلي بتقنيات حديثة. وتسعى المملكة إلى بناء اقتصاد صناعي مرن ومستدام، يعتمد على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء والتحليل الرقمي للبيانات. كما يمثل التعاون مع سنغافورة نموذجًا للشراكات الدولية الناجحة التي تركز على الابتكار والتطوير التقني ونقل المعرفة.
إن التعاون السعودي السنغافوري في مجال التصنيع المتقدم لا يعكس فقط التزام المملكة بتسريع التحول الصناعي، بل يؤكد كذلك رؤيتها الاستراتيجية لبناء قطاع صناعي متكامل قائم على المعرفة والتكنولوجيا، قادر على المنافسة عالميًا وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
