يشكل المعرض الزراعي السعودي أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية في المملكة، إذ يجمع بين الابتكار والاستثمار والتقنيات الحديثة في مجال الزراعة، ليكون منصة استراتيجية لدعم الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة. النسخة الثانية والأربعون من المعرض، التي أُقيمت في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، شهدت مشاركة ضخمة من الجهات الحكومية والخاصة، ما يعكس تنامي الاهتمام الوطني بالقطاع الزراعي كأحد ركائز رؤية المملكة 2030
صفقات بمليارات الريالات تؤكد قوة الاستثمار الزراعي
شهد المعرض هذا العام توقيع 28 صفقة ومذكرة تفاهم تجاوزت قيمتها 3.5 مليارات ريال، في إنجاز يبرز حيوية السوق الزراعي السعودي وقدرته على جذب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية. وشملت الاتفاقيات قطاعات متعددة منها الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، إضافة إلى مجالات التقنيات الزراعية الحديثة التي تعزز الكفاءة الإنتاجية وتقلل من استهلاك الموارد الطبيعية. كما حظي الحدث بحضور أكثر من 27 ألف زائر من مختلف الدول، ما جعله مركزًا لتبادل الخبرات وبناء الشراكات المستقبلية، بما يواكب التحول الزراعي الرقمي في المملكة
إقرأ ايضاً:
غرامة المرور السعودي الجديدة على سائقي الأجرة لعدم تركيب لوحة “ممنوع التدخين”كل ما يحتاجه المعلمون والمعلمات للتقديم على النقل الخارجي 2025 إلكترونيًا عبر نظام فارسمركز الابتكار الزراعي وقمة مستقبل الزراعة الدولية
أطلق وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي «مركز الابتكار الزراعي»، الذي يعد خطوة استراتيجية لدعم البحث والتطوير في التقنيات الزراعية الحديثة، وتحفيز رواد الأعمال على ابتكار حلول مستدامة. ويهدف المركز إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال تبني التقنيات الذكية في الزراعة. كما احتضن المعرض «قمة مستقبل الزراعة الدولية» التي ناقشت قضايا الأمن الغذائي والتغير المناخي، بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين الذين طرحوا رؤى مبتكرة حول الاستدامة الزراعية ودور الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تطوير الإنتاج الزراعي
التحول الزراعي الذكي واستدامة الموارد الطبيعية
ركزت جلسات المؤتمر الدولي المصاحب على التقنيات الحيوية والزراعة الذكية وسلاسل الإمداد المستدامة، حيث سلطت الضوء على أهمية استخدام البيانات الضخمة في تحسين إدارة الموارد وتقليل الهدر وتعزيز الشفافية. كما تمت مناقشة أحدث الابتكارات في مجالات الثروة الحيوانية والمطاحن والتغذية، إضافة إلى تقنيات «غذاء المستقبل» التي تعتمد على الحلول الرقمية المتقدمة. وأشاد الخبراء بالتجربة السعودية في رفع كفاءة استخدام المياه والطاقة في الزراعة، معتبرينها نموذجًا عالميًا في تحقيق التوازن بين الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة
تأتي هذه الفعاليات ضمن جهود المملكة لتعزيز موقعها الريادي في القطاع الزراعي العالمي، عبر دعم الابتكار والاستدامة وتشجيع الاستثمارات النوعية، بما يسهم في تحقيق أمن غذائي طويل الأمد ويعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني