يشهد القطاع المالي السعودي مرحلة جديدة من التطور والاستراتيجية، بعد إعلان شركة حسنة للاستثمار، الذراع الاستثمارية للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، عن تعيين سبتي سليمان السُبتي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا للشركة التي تُعد من أكبر صناديق التقاعد في العالم بإجمالي أصول تتجاوز 320 مليار دولار. وجاء هذا التعيين في إطار خطة طموحة تهدف إلى تعزيز الكفاءة الاستثمارية وتنويع المحفظة العالمية بما يتماشى مع أهداف التحول الاقتصادي في المملكة.
مسيرة مهنية بارزة وخبرة قيادية في القطاع المالي
يُعد السُبتي من الأسماء البارزة في القطاع المصرفي والاستثماري السعودي، حيث شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي لبنك الرياض كابيتال، كما عمل في هيئة السوق المالية وشركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC)، إضافة إلى عضويته في مجموعة تداول السعودية (https://www.saudiexchange.sa).
ويمتلك السُبتي خبرة واسعة في تطوير المنتجات المالية وإدارة المحافظ الاستثمارية، مما يجعله مؤهلًا لقيادة مرحلة جديدة من التوسع في استثمارات صندوق حسنة. ويُنظر إلى تعيينه كخطوة استراتيجية لتعزيز حوكمة الصندوق وتحقيق توازن بين الاستثمارات المحلية والدولية.
إقرأ ايضاً:
تحذير عاجل من الأرصاد: رياح قوية تضرب الجموم وتؤثر على الرؤية حتى الثالثة عصرًاتصريحات نارية من بيدرو إيمانويل بعد مواجهة النصر والفيحاء.. حديث يثير الجدلاستراتيجية حسنة بين الاستثمار المحلي والتوسع العالمي
منذ دمجها مع المؤسسة العامة للتقاعد عام 2021، أصبحت شركة حسنة لاعبًا رئيسيًا في الأسواق المالية الإقليمية والعالمية. فقد ساهمت الشركة في تطوير أدوات استثمارية مبتكرة داخل المملكة مثل سوق الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، كما وقعت اتفاقيات شراكة مع شركات عالمية كبرى من بينها Warburg Pincus وBrookfield وEIG. كما خصصت الشركة 1.5 مليار دولار لدعم مبادرات المناخ بالتعاون مع شركة TPG Inc، ضمن جهودها لتعزيز الاستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر بما يتماشى مع التوجهات العالمية الحديثة. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن حسنة أصبحت نموذجًا يحتذى به في تنويع الاستثمارات وتحقيق عوائد طويلة الأجل.
توسعات مدروسة تواكب رؤية السعودية 2030
يأتي هذا التعيين في إطار التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030 (https://www.vision2030.gov.sa)، والتي تهدف إلى تعزيز دور المؤسسات المالية الوطنية في تمويل التنمية وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط. ويرى محللون أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا نوعيًا في استثمارات حسنة داخل قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والعقارات، مع اهتمام خاص بفرص التمويل الأخضر التي تتماشى مع التزامات المملكة البيئية. كما أن وجود قيادة مصرفية بخبرة عالمية مثل السُبتي سيمنح الشركة قدرة أكبر على المنافسة في الأسواق الدولية.
يمثل تعيين سبتي السُبتي على رأس حسنة للاستثمار علامة فارقة في مسيرة الصندوق، ودفعة قوية لمستقبل الاستثمار المؤسسي في السعودية، حيث تواصل المملكة إعادة صياغة خريطتها المالية لتصبح مركزًا عالميًا للتمويل والاستثمار المستدام.