في ظل الانتشار المتزايد لمقاطع الفيديو المزيفة الناتجة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت منصة يوتيوب عن إطلاق أداة جديدة تحمل اسم “كشف الشبه” (Likeness Detection) بهدف حماية المبدعين من التزييف العميق أو ما يُعرف بالـ Deepfake، وهي التقنية التي تسمح بإنشاء مقاطع تُظهر وجوه أو أصوات الأشخاص دون إذنهم. الأداة الجديدة تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا وشفافية على المنصة.
أداة ذكية لرصد المقاطع المزيفة وحماية هوية المبدعين
تتيح أداة “كشف الشبه” للمبدعين الدخول إلى قسم خاص ضمن “YouTube Studio” بعد التحقق من الهوية، لمراجعة المقاطع التي قد تحتوي على نسخ رقمية من ملامحهم أو أصواتهم. وفي حال تأكدهم من أن الفيديو تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي دون إذن، يمكنهم طلب إزالته مباشرة من خلال المنصة الرسمية YouTube. وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في آليات الحماية الرقمية، حيث تمكّن المستخدمين من استعادة السيطرة على صورتهم وصوتهم في عالم الإنترنت. كما أعلنت الشركة أن الميزة ستتوفر تدريجيًا على مستوى العالم خلال الأشهر القادمة، بدءًا من شركاء يوتيوب في النسخة التجريبية.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!آلية التحقق وخطوات استخدام الأداة الجديدة
قبل تفعيل الأداة، يجب على المبدع المرور بعملية تحقق بيومتري تشمل رفع صورة من بطاقة الهوية أو جواز السفر، وتسجيل مقطع فيديو قصير يتضمن حركات بسيطة لتأكيد التطابق. وبعد إتمام العملية، يمكن لصانع المحتوى الدخول إلى لوحة تحكم تحتوي على تفاصيل المقاطع المشتبه بها مثل العنوان، اسم القناة، عدد المشاهدات، ومقتطف من الصوت أو الحوار المستخدم. ويمكن للمستخدم بعدها اتخاذ الإجراء المناسب سواء بإزالة الفيديو أو تقديم اعتراض قانوني. وتعمل الأداة بأسلوب مشابه لنظام Content ID الشهير، ولكنها تركز هذه المرة على هوية الأشخاص وليس فقط حقوق النشر.
التحديات المستقبلية والاتجاهات التقنية الجديدة
رغم أهمية الأداة، أشارت يوتيوب إلى أن النظام ما زال في مرحلة التطوير، وقد يسجل أحيانًا نتائج غير دقيقة أو يتعرف على مقاطع أصلية للمبدع نفسه. كما أكدت أن المقاطع الساخرة أو النقدية قد لا تُزال في بعض الحالات احترامًا لحرية التعبير. تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية أوسع من شركة جوجل ويوتيوب لمواجهة المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي، إذ باتت المنصة تلزم المبدعين منذ مارس الماضي بوضع تنويه واضح عند نشر أي فيديو مُعدل أو مولّد تقنيًا.
تؤكد يوتيوب أن هدفها من هذه الخطوة ليس تقييد الإبداع، بل وضع حدود واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يحمي هوية الأفراد ويمنع التضليل الرقمي. ومن المتوقع أن تُحدث أداة “كشف الشبه” تحولًا في عالم حماية الملكية الشخصية على الإنترنت، خاصة مع تسارع التطورات التقنية وازدياد الحاجة إلى حلول تحافظ على الثقة في المحتوى الرقمي.