أظهرت دراسة حديثة صادرة عن اتحاد الإذاعات الأوروبية وهيئة الإذاعة البريطانية أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت تمثل تحديًا جديدًا في دقة نقل الأخبار، إذ تبين أن نصف الردود التي تقدمها تلك التطبيقات تحتوي على معلومات محرفة أو مضللة. الدراسة التي أجريت على آلاف الردود من أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، كشفت عن مدى التفاوت الكبير في جودة المعلومات، ما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الاعتماد على هذه التقنية كمصدر موثوق للأخبار.
نتائج صادمة حول دقة الذكاء الاصطناعي في الأخبار
حللت الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف إجابة قدمتها أنظمة الذكاء الاصطناعي بعد طرح أسئلة متعلقة بالأخبار، وتم تقييمها وفق ثلاثة معايير رئيسية هي: دقة المعلومات، والمصادر المستخدمة، والقدرة على التمييز بين الرأي والحقيقة. وخلصت النتائج إلى أن 45% من إجابات المساعدين الذكيين تضمنت أخطاء جوهرية، بينما احتوت 81% منها على شكل من أشكال المشكلات مثل التحريف أو الاعتماد على مصادر غير موثوقة.
كما أوضحت النتائج أن بعض التطبيقات، مثل Gemini التابع لشركة Google عبر موقعها الرسمي https://gemini.google.com، كانت الأكثر عرضة للأخطاء في المصادر بنسبة تجاوزت 70%، في حين جاءت تطبيقات أخرى مثل Copilot من Microsoft عبر https://copilot.microsoft.com وPerplexity AI عبر https://www.perplexity.ai بدرجات دقة أعلى نسبيًا. ومع ذلك، لم يسلم أي نظام من الوقوع في الأخطاء المعلوماتية أو التفسيرية، خصوصًا عند التعامل مع الأحداث الجارية.
إقرأ ايضاً:
الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!أسباب الأخطاء ومخاطر فقدان الثقة
ترى الدراسة أن ما يسمى بـ"الهلوسة الاصطناعية" هو السبب الرئيسي وراء هذه الانحرافات، وهي ظاهرة تحدث عندما يولّد نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات غير صحيحة نتيجة ضعف في جودة البيانات أو غياب السياق الكافي أثناء التدريب. كما حذرت من أن انتشار هذه المساعدات الذكية كبديل لمحركات البحث التقليدية قد يؤدي إلى تآكل ثقة الجمهور في وسائل الإعلام والمصادر الرقمية بشكل عام. وأشار مدير الإعلام في اتحاد الإذاعات الأوروبية إلى أن فقدان الجمهور للقدرة على التمييز بين الخبر الحقيقي والمزيف قد يؤدي إلى ضعف المشاركة الديمقراطية، في ظل تزايد الاعتماد على الخوارزميات في تصفية المعلومات.
توصيات لتحسين دقة الأنظمة الذكية
أوصت الدراسة شركات تطوير الذكاء الاصطناعي بضرورة وضع آليات تحقق صارمة قبل عرض أي نتائج مرتبطة بالأخبار، إلى جانب توسيع التعاون مع المؤسسات الإعلامية لضمان توثيق البيانات من مصادر رسمية. كما دعا تقرير الأخبار الرقمية لعام 2025 إلى مساءلة الشركات المطورة عن نتائج أنظمتها، خصوصًا بعد أن أظهرت الأرقام أن 15% من المستخدمين تحت سن 25 عامًا يعتمدون على مساعدي الذكاء الاصطناعي كمصدرهم الرئيسي للأخبار. وفي ظل هذه النتائج، تتزايد الحاجة إلى بناء أنظمة أكثر شفافية ودقة، قادرة على موازنة السرعة مع الموثوقية، لضمان مستقبل إعلامي أكثر أمانًا في عصر الذكاء الاصطناعي.
إن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة هائلة لتطوير الإعلام الرقمي، لكنه في الوقت نفسه يفرض تحديات أخلاقية ومهنية كبيرة تتطلب توازناً حكيماً بين الابتكار والمسؤولية، حتى لا يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة للمساعدة إلى مصدر لتشويه الحقيقة.