أثار القرار السعودي القاضي بمنع دخول الحافلات الأردنية إلى أراضي المملكة خلال موسم الحج القادم 2026 جدلاً واسعًا في الأوساط الأردنية، خاصة بين شركات النقل السياحي والدولي، التي اعتبرت القرار مفاجئًا ومؤثرًا على آلاف الحجاج والعاملين في قطاع النقل. ويأتي القرار ضمن ترتيبات تنظيمية جديدة تهدف إلى تحسين خدمات النقل داخل الأراضي المقدسة، إلا أنه يحمل أبعادًا اقتصادية ولوجستية تستدعي دراسة متأنية من الجانبين.
قلق شركات النقل الأردنية من تبعات القرار
شركات النقل الأردنية أبدت تخوفها من انعكاسات القرار الذي يفرض على الحافلات التوقف عند الحدود، ليُعاد نقل الحجاج إلى داخل المملكة العربية السعودية بواسطة حافلات سعودية فقط. وبحسب ما أكده مسؤولو قطاع النقل، فإن القرار يشمل دولًا أخرى مثل العراق ومصر، غير أن الأردن تعد الأكثر تأثرًا نظرًا لاعتمادها الكبير على النقل البري في نقل الحجاج. ويقدّر عدد الحافلات الأردنية المخصصة لموسم الحج بنحو 500 حافلة، يعمل عليها المئات من السائقين والعاملين الذين قد تتأثر مصادر دخلهم بشكل مباشر. كما أن القرار سيضيف كلفة إضافية على الحجاج أنفسهم نتيجة الحاجة إلى النقل المزدوج بين الحدود والمشاعر المقدسة.
إقرأ ايضاً:
لهذه المدة .. الموارد البشرية تُمدد مهلة تصحيح أوضاع العمالة المنزلية المتغيبة"مايكروسوفت" تفاجئ العالم بـ MAI-Image-1.. هل ينهي عصر DALL-E؟ "متصفح كوميت" من "Perplexity" يشعل المنافسة.. ميزة جديدة تغيّر مفهوم التصفح الذكي بالكامل!"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!تحركات أردنية لإعادة النظر في القرار
الحكومة الأردنية سارعت إلى التواصل مع نظيرتها السعودية عبر القنوات الرسمية، حيث نقل وزير الأوقاف الأردني ووزير النقل ملاحظات الجانب الأردني بشأن تأثير القرار على كبار السن من الحجاج وعلى شركات النقل المحلية. وتم طرح الأمر خلال اللقاءات الثنائية وعلى هامش المؤتمرات الرسمية، في محاولة للوصول إلى تفاهم يخفف من آثار القرار أو يؤجل تطبيقه. ويشير المراقبون إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تنظيم حركة الحافلات وتحسين الكفاءة التشغيلية داخل المشاعر المقدسة عبر استخدام أسطول سعودي موحد يخضع لإشراف مباشر من الجهات المعنية بالنقل والسلامة.
ارتفاع متوقع في تكاليف الحج على الحجاج الأردنيين
من أبرز النتائج المباشرة للقرار السعودي، ارتفاع تكلفة النقل للحجاج الأردنيين بما يتراوح بين 200 و300 دينار أردني مقارنة بالأعوام السابقة. ويعود السبب إلى أن الحافلات السعودية التي ستنقل الحجاج داخل الأراضي المقدسة تتقاضى أجورًا أعلى، فضلًا عن أن عملية المناولة على الحدود تتطلب ترتيبات لوجستية إضافية. ورغم تأكيد بعض شركات الحج والعمرة الأردنية استعدادها للتأقلم مع القرار عبر التنسيق المباشر مع شركات النقل السعودية، فإن الأثر المالي سيظل قائمًا على الحجاج من حيث زيادة التكلفة الإجمالية للحج.
يبقى القرار السعودي خطوة تنظيمية داخلية تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، إلا أن تنفيذه يتطلب تنسيقًا أوسع لضمان عدم الإضرار بالمصالح الاقتصادية للأطراف الأخرى. وتُظهر هذه القضية أهمية التعاون المشترك بين الدول في تنظيم موسم الحج بما يحقق التوازن بين متطلبات الأمن والسلامة وسلاسة الإجراءات للحجاج من مختلف الدول.
