الرضاعة الطبيعية

اكتشاف مذهل: سر مناعي في الرضاعة الطبيعية قد يكون المفتاح لمنع سرطان الثدي نهائياً

كتب بواسطة: احمد قحطان |

كشفت دراسة طبية جديدة عن اكتشاف علمي مثير قد يغير النظرة الطبية تجاه الرضاعة الطبيعية ودورها في الوقاية من سرطان الثدي، بعدما توصل العلماء إلى أن الرضاعة لا تقتصر على تغذية الطفل فقط، بل تمنح الأم حماية مناعية طويلة الأمد ضد هذا المرض القاتل.

ووفقاً لما ورد في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر» العلمية، فإن الرضاعة الطبيعية تزوّد النساء بخلايا مناعية متخصصة تُعرف باسم خلايا CD8+ T، وهي قادرة على رصد الخلايا غير الطبيعية في أنسجة الثدي وتدميرها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية.

إقرأ ايضاً:

موعد مباراة الأهلي والنجمة في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة والتشكيل المتوقعتسريب يكشف مفاجأة هواوي الجديدة.. هاتف Mate 70 Air بتصميم مذهل وشحن خارق!

ورغم أن الأطباء كانوا يعلمون منذ سنوات أن النساء اللواتي يرضعن تقل لديهن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، فإن الآلية الدقيقة التي تقف وراء هذا التأثير الوقائي كانت غير معروفة حتى الآن. الدراسة الجديدة نجحت في فك هذا الغموض، عبر تتبّع التغيّرات البيولوجية التي تحدث في أنسجة الثدي خلال مراحل الحمل والإرضاع والفطام.

توضح البروفيسورة شيرين لوي، الباحثة الرئيسية في مركز بيتر ماكالوم للسرطان في ملبورن، أن الثدي يمرّ خلال هذه المراحل بعملية فريدة تُسمى «الانحلال»، وهي إعادة بناء طبيعية للأنسجة بعد التوقف عن الرضاعة. في هذه الفترة، يتم إنتاج خلايا جديدة وإزالة الخلايا القديمة، مما يخلق بيئة مثالية لوصول الخلايا المناعية الدفاعية إلى النسيج.

وتضيف لوي أن العوامل المناعية الأخرى – مثل البروتينات الموجودة في الحليب أو الميكروبات المنقولة من الطفل – تُحفّز أيضًا استدعاء هذه الخلايا التائية المتخصصة إلى الثدي، حيث تبقى جاهزة لحماية الجسم من أي تهديد مستقبلي.

شملت الدراسة تحليل أنسجة 260 امرأة خضعن لعمليات استئصال أو تصغير وقائي للثدي، وُجد أن النساء اللواتي أنجبن ورضعن يمتلكن عددًا أكبر من الخلايا المناعية مقارنةً بغيرهن. كما أُجريت تجارب مماثلة على الفئران، وأظهرت النتائج أن الفئران التي أرضعت صغارها طورت أورامًا أصغر وأكثر مقاومة للانتشار، ما دعم فرضية الحماية المناعية الناتجة عن الرضاعة.

وللتأكد من النتائج، أجرى الفريق دراسة على أكثر من 1000 امرأة مصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو أحد أكثر الأنواع شراسة. وبيّنت النتائج أن النساء اللواتي أرضعن في السابق كانت فرص بقائهن على قيد الحياة أعلى بوضوح، إذ احتوت أورامهن على أعداد أكبر من الخلايا التائية المقاومة للسرطان.

وتشير الباحثة إلى أن هذه النتائج لا تهدف إلى الضغط على النساء اللاتي لا يستطعن أو لا يرغبن في الرضاعة، بل تهدف إلى فهم آليات الحماية المناعية بشكل أعمق، إذ قد تمهّد الطريق لتطوير لقاح مستقبلي يقي من سرطان الثدي عبر محاكاة تأثير الرضاعة الطبيعية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار