رغم حالة التذبذب التي تشهدها أسعار النفط عالميًا، فإن السوق المالية السعودية ما زالت تحافظ على ثقتها، وفق ما أكده عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، سعد آل ثقفان، مشيرًا إلى أن توجه المستثمرين الحالي بات يركز على المدى الطويل، بعيدًا عن تقلبات المدى القصير.
وأوضح آل ثقفان، في مداخلة تلفزيونية مع قناة «الشرق»، أن الأسابيع الماضية شهدت زخمًا ملحوظًا في حركة السوق، تزامنًا مع مجموعة من الأخبار الإيجابية التي عززت ثقة المتداولين، أبرزها زيادة نسب تملك الأجانب في الشركات المدرجة، إلى جانب استمرار نمو القطاع غير النفطي بوتيرة مستقرة رغم التحديات.
إقرأ ايضاً:
تحذير عاجل من الأرصاد: رياح قوية تضرب الجموم وتؤثر على الرؤية حتى الثالثة عصرًاتصريحات نارية من بيدرو إيمانويل بعد مواجهة النصر والفيحاء.. حديث يثير الجدلوأشار إلى أن هذه المعطيات تعكس نضج السوق السعودية، وقدرتها على التكيّف مع المتغيرات الاقتصادية، موضحًا أن معظم المستثمرين الجدد الذين دخلوا السوق مؤخرًا يهدفون إلى الاستثمار طويل الأمد، وليس المضاربة السريعة.
وبيّن آل ثقفان أن القطاع غير النفطي يلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وهو ما يمنح السوق استقرارًا نسبيًا حتى مع تراجع أسعار النفط. كما لفت إلى أن حالة الهدوء الجيوسياسي النسبي خلال الفترة الأخيرة ساهمت في تعزيز الثقة العامة، سواء لدى المستثمر المحلي أو الأجنبي.
وأضاف أن المرحلة الحالية تشهد إعادة تقييم واسعة للأسهم المدرجة، ما يمنح المستثمرين فرصًا جديدة لبناء محافظ قوية قادرة على تحقيق عوائد مستقبلية مجزية، مشددًا على أن الاتجاه نحو الاستثمار الطويل يعكس وعيًا متزايدًا لدى المتعاملين في السوق.
وأكد آل ثقفان أن السوق المالية السعودية باتت أكثر جذبًا للمستثمر الأجنبي بفضل التطوير التشريعي المستمر وشفافية الأنظمة، إلى جانب البرامج الاقتصادية التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز مالي واستثماري إقليمي وعالمي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ما نشهده اليوم من استقرار في سلوك المستثمرين رغم تراجع النفط يعد مؤشرًا صحيًا على نضج السوق، ويؤكد أن المستثمرين أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية تنويع الاستثمار والابتعاد عن القرارات العاطفية قصيرة الأجل.
