شهدت سماء منطقة الحدود الشمالية في السعودية مساء أمس حدثًا فلكيًا استثنائيًا تمثل في رصد المذنب C/2025 R2 المعروف باسم “SWAN”، وذلك للمرة الأولى منذ دخوله نطاق الرؤية الأرضية. وجاء الرصد وسط صعوبة كبيرة بسبب عدم تكوّن ذيل واضح للمذنب بعد، ما جعله يبدو كبقعة ضبابية مضيئة منخفضة في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة.
وأوضح عدنان خليفة، عضو نادي الفلك والفضاء، أن عملية رصد المذنب تطلبت استخدام مناظير صغيرة ومواقع بعيدة تمامًا عن التلوث الضوئي، مشيرًا إلى أن المذنب لم يكن مرئيًا بالعين المجردة بعد، لكنه أظهر إشارات مبكرة على نمو ذيله مع اقترابه من الشمس.
إقرأ ايضاً:
الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وبيّن خليفة أن المذنب اكتُشف عبر مرصد SWAN التابع لمركبة الفضاء SOHO، وهو من المذنّبات الطويلة الدورة التي تزور النظام الشمسي الداخلي على فترات زمنية بعيدة جدًا، قد تمتد إلى آلاف السنين. وتُعد مثل هذه المذنّبات من أكثر الأجرام السماوية إثارةً لاهتمام الفلكيين، نظرًا لما تحمله من مواد بدائية تعود إلى بدايات تشكّل النظام الشمسي.
وأضاف أن رصد المذنّبات يمثل فرصة نادرة لهواة الفلك والمصورين لتوثيق مشاهد سماوية خلابة، تجمع بين الجمال الكوني والدقة العلمية. وأكد أن المذنّب SWAN قد يصبح أكثر وضوحًا خلال الأسابيع المقبلة، مع ازدياد نشاطه واقترابه من الشمس، ما قد يمنحه ذيلًا لامعًا يمكن رؤيته حتى من داخل المدن.
وتُعد مثل هذه الظواهر تذكيرًا بمدى اتساع الكون وجمال تفاصيله الخفية، كما تعزز الاهتمام الشعبي بعلم الفلك في المملكة، خصوصًا مع ازدياد نشاط أندية الرصد والهواة الذين يشاركون بانتظام في تتبع الأحداث السماوية.
وأشار خليفة إلى أن الأجواء الصافية في شمال المملكة تُعد من أفضل المناطق في الشرق الأوسط لرصد المذنّبات والظواهر النادرة، مؤكدًا أن متابعة مثل هذه الأحداث تسهم في نشر الثقافة العلمية وتحفيز الشباب على استكشاف علوم الفضاء.
ويأمل الخبراء أن يشهد المذنب تطورًا ملحوظًا في لمعانه خلال نوفمبر المقبل، ما قد يجعله أحد أبرز مشاهد السماء لعام 2025، إذا ما استمر في مساره الحالي دون أن يتفكك.
