توصل فريق من الباحثين إلى طريقة مبتكرة لقياس سرعة شيخوخة الجسم اعتمادًا على صورة واحدة للدماغ، وفقًا لما نشره موقع Live Science ونتائجهم في دورية Nature Aging. وقد طوّر الباحثون أداة جديدة تعتمد على تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي لتقدير معدل الشيخوخة البيولوجية، ما يوفر وسيلة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي، والخرف، وأمراض القلب، والضعف البدني، والوفاة المبكرة.
وأوضح أحمد الحريري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك والباحث الرئيسي، أن هذه الطريقة تمكن من قياس تقدم السن البيولوجي بدقة من خلال معلومات متوفرة في صورة واحدة للرنين المغناطيسي. وأكد أن معدل الشيخوخة الأسرع يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف، وهو ما يتيح التدخل المبكر للوقاية.
إقرأ ايضاً:
الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وقد استخدم الفريق خوارزمية تعلم آلي لتحليل صور الرنين المغناطيسي لمجموعة من المشاركين بعمر 45 عامًا، مستعرضين بنية الدماغ بما يشمل حجم وسمك مناطق الدماغ المختلفة ونسبة المادة البيضاء إلى المادة الرمادية. ثم تم مقارنة هذه البيانات مع مؤشرات أخرى مثل اختبارات التدهور البدني والإدراكي، والحالات الصحية الذاتية، وعلامات الشيخوخة الظاهرة على الوجه كالخطوط والتجاعيد.
وأطلق الباحثون على هذا النموذج الجديد اسم DunedinPACNI (سرعة دنيدن للشيخوخة المحسوبة من التصوير العصبي)، وهو امتداد لأداة سابقة تعرف بـ DunedinPACE، والتي كانت تعتمد على بيانات الميثلة فوق الجينية لتقدير وتيرة الشيخوخة. لكن النموذج الجديد يسمح بقياس الشيخوخة حتى بدون بيانات فوق جينية، باستخدام صور الرنين المغناطيسي فقط.
لتقييم تعميم النموذج، اختبر الباحثون DunedinPACNI على مجموعات بيانات متعددة تشمل أكثر من 42,000 صورة من البنك الحيوي البريطاني، وأكثر من 1,700 صورة من مبادرة ADNI للتصوير العصبي لمرض الزهايمر، و369 صورة من مجموعة BrainLat من خمس دول في أمريكا الجنوبية. وخلصوا إلى أن الأداة قادرة على تقدير معدل الشيخوخة بدقة مماثلة للمقاييس السابقة وربطها بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الرئة المزمنة، والوفاة.
وأكد الباحث المشارك إيثان ويتمان أن التعميم على فئات عمرية وديموغرافية مختلفة يمثل أولوية قصوى للبحث، مشيرًا إلى أن هذه الأداة يمكن أن تساعد الأطباء في التنبؤ بالمشكلات الصحية المحتملة قبل ظهور الأعراض، وتحسين التدخلات الطبية الفردية لكل مريض.
وقال الدكتور دان هندرسون من جامعة هارفارد: "نجاح الأداة مع بيانات BrainLat يمثل فوزًا كبيرًا للباحثين، لأنه يدعم إمكانية تعميم النموذج على مجموعات بيانات مختلفة"، معربًا عن أمله في استخدامها مستقبلًا في التقييمات السريرية لتحسين الاستعداد للشيخوخة والتخطيط للرعاية الصحية المستقبلية.
في النهاية، يوفر هذا البحث نافذة جديدة لفهم الشيخوخة المبكرة والوقاية من الأمراض، ويعد خطوة نوعية نحو قياس العمر البيولوجي بدقة عبر تصوير الدماغ والتدخل الطبي المبكر.
