مع كل تأهل للمنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم، تشتعل أحلام الجماهير بمشاركة تاريخية غير مسبوقة، لكن غالبًا ما تنتهي هذه الطموحات عند نهاية دور المجموعات. غير أن نسخة مونديال 2026 قد تحمل "الأخضر" فرصة حقيقية لتكرار تجربة تاريخية وربما تجاوزها، بفضل عوامل عدة تجعل المشاركة القادمة مختلفة ومبشرة.
تاريخيًا، كان مونديال 1994 في الولايات المتحدة هو الحدث الذي كتب تاريخًا مميزًا للكرة السعودية، إذ كانت تلك أول مشاركة للمنتخب في البطولة. لم يقتصر الإنجاز على مجرد التأهل، بل شهدت الجماهير أداءً مميزًا. فقد وقع "الأخضر" في مجموعة قوية ضمت هولندا وبلجيكا والمغرب، وبدأ مشواره بهزيمة أولية أمام هولندا رغم التقدم المبكر، قبل أن يتجاوز المغرب بنتيجة 2-1 ويحقق الفوز الأيقوني على بلجيكا بهدف سعيد العويران، متصدرًا مجموعته ليتأهل إلى الدور الثاني. وعلى الرغم من الخروج أمام السويد بنتيجة 1-3، ظلت تلك النسخة محفورة كأفضل مشاركة سعودية في تاريخ المونديال.
إقرأ ايضاً:
القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والهلال في الدوري السعودي وطريقة متابعة اللقاء مباشرةوفاة الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد آل سعود تودعها المملكة في مشهد مهيبفي نسخة 2026، ستشهد البطولة توسعًا كبيرًا إلى 36 منتخبًا، مع تعديل نظام التأهل للدور الثاني ليشمل 32 منتخبًا، حيث يتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني في كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث. وهذا النظام الجديد قد يمنح المنتخب السعودي فرصة تاريخية للتأهل حتى بتحقيق 3 أو 4 نقاط فقط، ما يزيد من فرصه لتكرار عبوره من دور المجموعات إلى الدور الثاني، وقد يتيح الوصول إلى دور الـ16 بسهولة أكبر مقارنة بالماضي.
تعزز هذه الطموحات خبرة المنتخب السعودي المكتسبة من مشاركاته السابقة في كأس العالم، إذ شارك "الأخضر" في 6 نسخ منذ 1994، منها 4 متتالية بين 1994 و2006، ثم عودة قوية في 2018 و2022. خلال النسختين الأخيرتين، حقق المنتخب السعودي انتصارات بارزة، أبرزها الفوز على مصر 2-1 عام 2018، وعلى الأرجنتين، بطل النسخة، بنفس النتيجة في 2022، ما يمنحه ثقة كبيرة للتعامل مع مختلف السيناريوهات في مونديال 2026.
ويكتسب "الأخضر" ميزة إضافية بفضل لاعبين شاركوا سابقًا وحققوا انتصارات تاريخية، إلى جانب كونه الأكثر مشاركة بين المنتخبات العربية في المونديال برصيد 7 مشاركات، بالتساوي مع المغرب وتونس، والثالث بين المنتخبات الآسيوية بعد كوريا الجنوبية واليابان. كل هذه العوامل تجعل من مشاركة 2026 فرصة ذهبية لتحقيق إنجاز تاريخي وربما معادلة أو تجاوز أفضل مشاركة سعودية في المونديال.
