السينما والترفيه في السعودية: رهان استراتيجي لتعزيز الاقتصاد والثقافة الوطنية

السينما والترفيه في السعودية: رهان استراتيجي لتعزيز الاقتصاد والثقافة الوطنية

كتب بواسطة: محمد اسعد |

يشهد قطاع الترفيه في السعودية طفرة غير مسبوقة جعلته أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن رؤية المملكة 2030. فبعد أن كان هذا القطاع محدود الحضور قبل سنوات قليلة، أصبح اليوم من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات والسياحة، مساهماً في تنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة. وقد أسهمت الجهود الحكومية في تحويل الترفيه من نشاط ترفيهي بحت إلى قوة اقتصادية ناعمة تعزز الصورة الحديثة للمملكة وتدعم اقتصادها الوطني.

تطور قطاع السينما في السعودية

حتى عام 2018، كانت المملكة تخلو من دور العرض السينمائي، ما جعل عشاق الأفلام يتجهون لدول أخرى لمتابعة أحدث الإنتاجات. لكن مع انطلاق مبادرات الترفيه ضمن رؤية 2030، شهدت السعودية ثورة حقيقية في مجال السينما، حيث تم افتتاح أكثر من 66 دار عرض تضم ما يزيد عن 618 شاشة في أكثر من 20 مدينة. لم يتوقف التطور عند هذا الحد، إذ أصبحت السعودية مركزًا إقليميًا لصناعة السينما واستقطاب الإنتاجات العالمية، إلى جانب دعم الأفلام المحلية التي بدأت تجد طريقها إلى المهرجانات الدولية. كما تعمل هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة (https://www.moc.gov.sa) على تطوير برامج تدريبية وتمويل مشاريع شبابية طموحة لرفع جودة المحتوى المحلي وتعزيز حضور السينما السعودية في المحافل العالمية. وبفضل هذه الجهود، تحول الإقبال على السينما إلى نشاط ثقافي واقتصادي متنامٍ، يسهم في توفير فرص عمل للشباب، وتنشيط القطاعات المرتبطة كالمطاعم والمراكز التجارية والسياحة الداخلية.

إقرأ ايضاً:

أهم احتياجات نادي النصر في فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز صفوفه والمنافسة على البطولاتكيف يمكن للهلال الفوز على الاتحاد في كلاسيكو الدوري السعودي بخطة ذكية وأداء منظم

الهيئة العامة للترفيه ودورها في تحقيق رؤية 2030

تأسست الهيئة العامة للترفيه عام 2016 لتكون الجهة المسؤولة عن تطوير وتنظيم الفعاليات والأنشطة الترفيهية في المملكة. وتعمل الهيئة على تحقيق أهداف استراتيجية تشمل تعزيز جودة الحياة، وتنويع مصادر الدخل، وجعل المملكة وجهة عالمية للفعاليات الثقافية والموسيقية والفنية. من خلال مواسم مثل موسم الرياض وموسم جدة، أصبحت السعودية مركزًا إقليميًا للفعاليات الكبرى التي تجذب ملايين الزوار سنويًا. وقد أسهمت هذه الفعاليات في إنعاش الاقتصاد المحلي ورفع مساهمة قطاع الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي إلى مليارات الريالات سنويًا، إلى جانب خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.

الترفيه كقوة اقتصادية وثقافية ناعمة

لم يعد الترفيه في السعودية مجرد وسيلة للمتعة أو قضاء أوقات الفراغ، بل أصبح أداة استراتيجية لإبراز الهوية الثقافية وتعزيز مكانة المملكة عالميًا. فالسينما والموسيقى والمهرجانات أصبحت منصات للتواصل الثقافي مع العالم، كما أنها تسهم في تطوير السياحة وتحفيز الابتكار في مجالات الإنتاج الفني والإبداعي. ومع استمرار الدعم الحكومي وتزايد الاستثمارات الخاصة، يتوقع أن يتحول هذا القطاع إلى أحد أبرز محركات النمو الاقتصادي خلال العقد المقبل.

إن صعود قطاع الترفيه والسينما في السعودية يجسد تحولًا عميقًا في بنية الاقتصاد الوطني ويعكس ثقة المملكة في قدرتها على الجمع بين الأصالة والتجديد، مما يجعلها نموذجًا عالميًا للتنمية المستدامة القائمة على الثقافة والإبداع.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار