حسم الاتحاد السعودي لكرة القدم موقفه من استمرار الفرنسي هيرفي رينارد في قيادة المنتخب الوطني، وذلك بعد تأهل “الأخضر” رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وجاء التأهل بعد تعادل المنتخب السعودي مع نظيره العراقي دون أهداف على ملعب الإنماء، في الجولة الأخيرة من الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال، وهو التعادل الذي منح الأخضر صدارة المجموعة الثانية بفارق الأهداف، بعد فوزه في الجولة الأولى على إندونيسيا بنتيجة (3-2).
وبذلك، تمكن رينارد من تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى تاريخه مع المنتخب السعودي، ليصبح أول مدرب في تاريخ الأخضر يقوده إلى كأس العالم مرتين متتاليتين، بعد أن قاد الفريق في مونديال قطر 2022.
إقرأ ايضاً:
القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والهلال في الدوري السعودي وطريقة متابعة اللقاء مباشرةوفاة الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد آل سعود تودعها المملكة في مشهد مهيبوفي تصريحات تلفزيونية، أكد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، استمرار رينارد في منصبه حتى نهاية كأس العالم 2026، بل وحتى كأس آسيا 2027، مشيرًا إلى أن المدرب الفرنسي يحظى بثقة مجلس الإدارة الكاملة. وقال المسحل: "رينارد مدرب رائع، يعرف كيف يتعامل مع اللاعب السعودي، ونحن مقتنعون بأدائه، لكنه بحاجة إلى الدعم اللازم لتحقيق مزيد من التطور".
وأضاف: "التأهل عبر الملحق ليس عيبًا، فهناك منتخبات كبرى مرت بنفس التجربة، مثل كرواتيا التي وصلت إلى نهائي كأس العالم 2018 رغم تأهلها من الملحق، وكذلك الأرجنتين في مونديال 1994". وأكد أن التغيير الفني الذي حدث في الفترة الماضية كان ضروريًا وأسهم في تحقيق الهدف النهائي، وهو ضمان المشاركة في المونديال السابع في تاريخ المنتخب السعودي.
في المقابل، تباينت ردود الفعل حول بقاء رينارد، إذ تعرض المدرب لانتقادات من بعض اللاعبين السابقين والمحللين الذين اعتبروا أن التأهل جاء “بشق الأنفس” وليس بالشكل المطلوب. وكان أبرز المنتقدين، فهد الهريفي، نجم النصر والمنتخب السابق، الذي صرّح بأن بقاء رينارد “مضيعة للوقت”، معتبرًا أن المنتخب يعاني من أزمة فنية حقيقية تحتاج إلى إصلاح جذري. وأوضح الهريفي: "الجماهير كانت السبب الرئيسي في التأهل، بينما لم يُقدّم المنتخب أداءً مقنعًا. نحن تأهلنا بفارق الأهداف فقط، أمام منافسين ضعفاء".
وأضاف أن “الفرحة الحالية مبالغ فيها”، مشيرًا إلى أن طموح السعودية يجب أن يتجاوز مجرد التأهل، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية في السنوات الأخيرة. كما دعا إلى دراسة إمكانية تجنيس بعض اللاعبين لتعويض النقص في بعض المراكز، مؤكدًا أن معظم المنتخبات الكبرى باتت تعتمد هذا النهج.
ورغم الجدل الدائر، يبقى تأهل الأخضر إلى المونديال إنجازًا مهمًا يعكس استقرار المشروع الكروي السعودي، مع استمرار العمل نحو تحقيق طموحات أكبر على الساحة الدولية.