في إطار جهودها المتواصلة لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، أعلنت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في السعودية عن بدء تطبيق تعويض الأمومة كجزء من منظومة المنافع الجديدة التي أُقرت رسميًا ضمن فرع الأخطار المهنية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي تعزيزًا لبرامج الدعم الاجتماعي وضمانًا لحقوق العاملين والعاملات في مختلف القطاعات.
وأوضحت المؤسسة في بيانها الرسمي أن احتساب مدد الاشتراك المؤهلة للاستحقاق سيبدأ من تاريخ سريان النظام الجديد للتأمينات الاجتماعية، مشيرة إلى أن اللوائح التنفيذية خضعت لتطوير شامل يهدف إلى شمول أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ولا سيما النساء العاملات في مختلف المجالات.
إقرأ ايضاً:
"الرياضة" تعلن نجاحًا تنظيميًا مذهل: كيف جمعت الرياض 57 دولة إسلامية بنظام سري لا يعلن عنه إلا بعد انطلاق الحدث؟!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأكدت التأمينات أن النظام الجديد يرسخ مبدأ العدالة في الاستحقاقات التأمينية ويواكب التحولات الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المملكة في ظل رؤية السعودية 2030، من خلال تحديث مفهوم الحماية الاجتماعية وربطه بشكل مباشر بالتنمية المستدامة وسوق العمل العصري.
وبيّنت المؤسسة أن التسجيل في النظام أصبح إلزاميًا لجميع العاملين داخل المملكة ممن تربطهم علاقة تعاقدية مع صاحب العمل، سواء كانت هذه العلاقة دائمة أو مؤقتة أو موسمية، دون النظر إلى قيمة الأجر أو مدة العمل، مما يعزز الشمول المالي والعدالة بين جميع الفئات العاملة.
ويهدف هذا التوجه الجديد إلى تحقيق المساواة بين الموظفين وأصحاب العمل وضبط سوق العمل السعودي، إذ لم يعد من الممكن لأي جهة أو منشأة استثناء أي موظف من التسجيل تحت أي مبرر. ويرى مراقبون أن هذا الإجراء سيسهم في رفع مستوى الشفافية والحد من النزاعات العمالية المتعلقة بالأجور والحقوق التأمينية.
كما أكدت المؤسسة أن مفهوم مدد الاشتراك في النظام الجديد يشمل المدد المحتسبة ضمن نظام التقاعد المدني أو نظام التأمينات الاجتماعية أو كليهما، بما يضمن الاستفادة الكاملة من سنوات الخدمة السابقة دون فقدان أي من الحقوق المكتسبة للمشتركين.
وأشار البيان إلى أن المشترك الذي يبلغ 48 عامًا و6 أشهر ميلادية عند بدء سريان النظام الجديد سيُعامل معاملة من بلغ الخمسين سنة هجرية، وهي قاعدة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الفئات العمرية المختلفة وضمان العدالة في احتساب الاستحقاقات.
وشددت المؤسسة على أن النظام الجديد يستند إلى دراسات مقارنة مع أفضل الممارسات الدولية في أنظمة التأمين والتقاعد، مما يجعله أكثر تكاملًا ومرونة في التطبيق، ويحقق التوازن بين الأمان الاجتماعي والاستدامة المالية.
كما ركزت التأمينات على رفع الوعي التأميني بين المشتركين عبر منصتها التوعوية الإلكترونية، التي تضم شروحات وأمثلة عملية توضح كيفية الاستفادة من المزايا الجديدة، مثل تعويض الأمومة واحتساب المدد التأمينية والانتقال السلس بين القطاعات العامة والخاصة.
ودعت المؤسسة جميع أصحاب العمل إلى مراجعة بيانات موظفيهم والتأكد من تسجيلهم في النظام وفق الشروط الجديدة، لتفادي أي مخالفات أو غرامات، مؤكدة أن فرق المتابعة الميدانية ستواصل عملها لضمان الالتزام الكامل بأحكام النظام.
ويرى محللون أن إدخال تعويض الأمومة ضمن المنظومة التأمينية يمثل خطوة متقدمة نحو تمكين المرأة العاملة في السعودية، ويعكس دعم الدولة لدورها الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في ظل الإصلاحات الكبرى الجارية لتعزيز بيئة العمل وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وبذلك، تؤكد المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أن تطبيق النظام الجديد يعد محطة محورية في مسيرة تطوير الحماية الاجتماعية بالمملكة، بما يضمن استقرارًا ماليًا طويل الأمد للمواطنين والمقيمين ويعزز من ثقة المجتمع في منظومة التأمين الوطني.
