أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك، أن النفط سيبقى أحد الأعمدة الرئيسية في منظومة الطاقة العالمية حتى منتصف القرن الحالي، موضحًا أن حصة النفط في مزيج الطاقة ستستقر عند نحو 30% حتى عام 2050، رغم التوجه العالمي المتزايد نحو الطاقة المتجددة.
وأوضح الغيص، خلال كلمته في مؤتمر الطاقة المنعقد في روسيا، أن العالم لا يزال في حاجة ماسة إلى مزيد من الطاقة مع استمرار النمو السكاني والاقتصادي، مشيرًا إلى أن الطلب العالمي سيرتفع بنسبة تصل إلى 23% مقارنة بالمستويات الحالية بحلول عام 2050، نتيجة التوسع الحضري والتطور الصناعي حول العالم.
إقرأ ايضاً:
تحذير عاجل من الأرصاد: رياح قوية تضرب الجموم وتؤثر على الرؤية حتى الثالثة عصرًاتصريحات نارية من بيدرو إيمانويل بعد مواجهة النصر والفيحاء.. حديث يثير الجدلوأضاف الأمين العام لـ"أوبك" أن الطلب المتزايد لن يكون مقتصرًا على النفط فحسب، بل سيمتد أيضًا إلى جميع مصادر الطاقة التقليدية والبديلة، مما يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيجًا متوازنًا بين الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة لتلبية احتياجات النمو المتسارع.
وكانت منظمة أوبك قد رفعت مؤخرًا في تقريرها السنوي الصادر الشهر الماضي توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط على المدى المتوسط والبعيد، حيث توقعت أن تشهد الأسواق نموًا مطردًا تقوده الهند وإفريقيا والشرق الأوسط، بالتوازي مع التحول البطيء في استخدام المركبات الكهربائية واعتماد الوقود النظيف.
وأشار التقرير إلى أن الطلب على النفط لن يبلغ ذروته خلال العقد الجاري كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية وشركة "بي بي"، بل سيواصل الارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة خلال العقدين المقبلين، وهو ما يمنح منظمة أوبك وأعضائها البالغ عددهم 12 دولة دفعة قوية لتعزيز دورهم في السوق العالمي للطاقة.
وبحسب توقعات المنظمة، من المنتظر أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 118.9 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2045، أي بزيادة قدرها نحو 2.9 مليون برميل يوميًا مقارنة بتوقعات العام الماضي، بينما يُتوقع أن يبلغ الطلب 120.1 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
كما رجحت أوبك أن الطلب في عام 2028 سيصل إلى 111 مليون برميل يوميًا، ليرتفع في 2029 إلى 112.3 مليون برميل يوميًا، وهي زيادات تفوق التقديرات السابقة بنحو 800 ألف برميل يوميًا، مما يعكس استمرار النمو في استهلاك الطاقة على المدى الطويل.
وأكد الغيص في ختام كلمته أن أوبك مستمرة في دعم التوازن بين استدامة الطاقة والنمو الاقتصادي العالمي، مشددًا على أن العالم لا يمكنه الاستغناء عن النفط في المستقبل القريب، بل سيظل عنصرًا رئيسيًا في تحقيق التنمية وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة حتى منتصف القرن الحالي.
