تعود المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة من جديد، لتلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد العالمي، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى 100% على المنتجات الصينية، في خطوة فُسرت على نطاق واسع بأنها تصعيد مباشر مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وجاء الرد الصيني سريعًا وحازمًا، إذ أكدت بكين أنها لن تتراجع أمام ما وصفته بـ"الابتزاز التجاري"، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات مضادة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية. هذا التصعيد أعاد القلق إلى الأسواق المالية، ودفع المستثمرين حول العالم إلى الهروب نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي شهد ارتفاعًا تاريخيًا وغير مسبوق في قيمته العالمية.
إقرأ ايضاً:
تحذير عاجل من الأرصاد: رياح قوية تضرب الجموم وتؤثر على الرؤية حتى الثالثة عصرًاتصريحات نارية من بيدرو إيمانويل بعد مواجهة النصر والفيحاء.. حديث يثير الجدلفقد قفز سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية متجاوزًا حاجز 4100 دولار للمرة الأولى في تاريخه، في ظل موجة شراء واسعة من قبل الصناديق الاستثمارية الكبرى والبنوك المركزية التي تسعى لتعزيز احتياطياتها في ظل حالة عدم اليقين.
أما في السوق المصرية، فقد انعكست تلك الاضطرابات بشكل واضح على أسعار الذهب المحلية، حيث سجل عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المصريين – ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 5510 جنيهات بعد أن كان عند مستوى 5000 جنيه فقط قبل نحو ثلاثة أسابيع. كما ارتفع عيار 24 إلى 6297 جنيهًا، وبلغ عيار 18 نحو 4722 جنيهًا، بينما صعد سعر الجنيه الذهب إلى حوالي 44080 جنيهًا دون احتساب المصنعية.
وعلى الرغم من محاولة ترامب لاحقًا تهدئة الأجواء عبر تصريحات تفيد بعدم وجود نية لتصعيد فوري، فإن حالة القلق ما زالت مسيطرة على الأسواق العالمية، التي تتعامل بحذر وترقب لأي تحركات جديدة من واشنطن أو بكين.
ويرى محللون أن صعود الذهب القوي منذ بداية عام 2025 لا يعود فقط للأزمة التجارية، بل نتيجة تراكم عوامل أخرى مثل تنامي المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، إضافة إلى تدفق رؤوس الأموال نحو صناديق الاستثمار المتداولة بالمعدن النفيس.
وتتجه الأنظار حاليًا إلى الكلمة المنتظرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، التي ستحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر لدعم الاقتصاد الأمريكي المتباطئ.
ويرجح خبراء المعادن الثمينة أن يواصل الذهب مساره الصاعد في المدى القصير طالما استمر التوتر التجاري والسياسي، مشيرين إلى أن أي تراجع محتمل في الأسعار سيكون مؤقتًا قبل عودة الارتفاع مجددًا، مما قد يدفع أسعار الذهب في مصر لمستويات قياسية جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
