لطالما حملت بيوت نجران الطينية في جدرانها وقبابها ذاكرة حية تعكس هوية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ السعودي. هذه البيوت ليست مجرد مساكن تقليدية، بل تعتبر شواهد على عبقرية البناء والفن المعماري المحلي، الذي امتد عبر مئات السنين، محافظًا على أصالته وجماليته في الوقت ذاته.
وفق تقرير نشرته قناة الإخبارية، يظهر التصميم المعماري للبيوت الطينية في نجران مدى قدرة السعوديين القدماء على الجمع بين الوظائف العملية والجمال الفني، حيث تم تصميمها لتقاوم الظروف المناخية الحارة والجافة، مع الحفاظ على هويتها الثقافية المميزة.
إقرأ ايضاً:
الموارد البشرية تحذر أصحاب المنشآت .. هذه المخالفة تعرضك لعقوبات غير متوقعة"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!"مايكروسوفت" تفاجئ العالم بـ MAI-Image-1.. هل ينهي عصر DALL-E؟ تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأوضح راشد آل منجم، المختص في ترميم البيوت الطينية، أن هناك ارتباطًا تاريخيًا عميقًا بين أبناء المنطقة وهذه البيوت، إذ شكلت جزءًا من حياتهم اليومية وهويتهم الثقافية. وأضاف أن جهود ترميم القرى التراثية تتماشى بشكل كامل مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى الحفاظ على التراث الوطني وتطويره ليكون جزءًا من الجذب السياحي والثقافي.
وأشار آل منجم إلى أن هذه المبادرات ساهمت في زيادة الاهتمام السياحي بالمنطقة، حيث بدأ الزوار المحليون والدوليون في زيارة نجران لاكتشاف جمالها التراثي. وبفضل جهود الترميم، أصبحت هذه البيوت جزءًا من مسارات سياحية منظمة، تتيح للزوار التعرف على التراث المعماري الفريد، والاستمتاع بمزيج من الثقافة والفن السعودي التقليدي.
وتجدر الإشارة إلى أن بيوت نجران الطينية لا تمثل فقط قيمة تاريخية وفنية، بل تحمل أيضًا رسائل تعليمية عن طرق البناء التقليدية والحياة الاجتماعية لسكان المنطقة قديماً. كما أنها تتيح فرصة لفهم كيفية التكيف مع البيئة المحلية باستخدام الموارد الطبيعية، مما يعكس حكمة الأجيال السابقة في البناء المستدام.
ويهدف المشروع التراثي في نجران إلى تعزيز الهوية الثقافية، ودعم السياحة المستدامة، وإبراز الدور السعودي في الحفاظ على التراث العمراني. كما يشجع على تطوير مهارات الجيل الجديد في الحفاظ على التراث وإحياء الفنون التقليدية.
بهذه الجهود، تظل بيوت نجران الطينية رمزًا حيًا للتاريخ، شاهدة على عبقرية التصميم السعودي التقليدي، ووجهة سياحية تعليمية ممتعة لكل من يزور المنطقة، مما يعكس التوازن بين التراث والحداثة، في إطار رؤية المملكة 2030.