سعودية

هدوء مفاجئ بعد اشتعال الحدود… وساطة سعودية توقف أعنف مواجهة بين كابول وإسلام أباد

كتب بواسطة: محمد اسعد |

شهدت المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان تطورًا لافتًا بعد إعلان وزارة الدفاع الأفغانية انتهاء العمليات العسكرية بين البلدين، إثر وساطة سعودية أسهمت في احتواء التوتر المتصاعد الذي استمر لعدة أيام.

وأكد وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، اليوم الأحد، أن الوساطة السعودية والقطرية نجحت في وقف إطلاق النار مع الجانب الباكستاني، مشيرًا إلى أن الوضع الميداني عاد إلى طبيعته بعد أيام من المواجهات المسلحة. وأضاف أن حكومته "لديها طرق أخرى للتعامل" إذا رفضت إسلام أباد خيار الحوار مستقبلاً.

إقرأ ايضاً:

الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

مواجهات دامية على الحدود

وشهدت الحدود بين البلدين مواجهات عنيفة خلال الساعات الماضية، ما دفع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى التنديد بما وصفه بـ"الاستفزازات الأفغانية"، متوعدًا برد قوي وحازم ضد أي اعتداء يستهدف الأراضي الباكستانية. وأكد أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها، متهمًا حركة طالبان بالسماح لعناصر مسلحة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات عبر الحدود.

من جانبه، شدد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على أن بلاده ستواصل حماية مصالحها الوطنية بكل الوسائل، متهماً جهات مدعومة من الهند بالوقوف وراء بعض الهجمات داخل الأراضي الباكستانية. ودعا حكومة كابول إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي، مؤكدًا أن تهديد حركة طالبان الباكستانية والجماعات المدعومة من الهند يمثل الخطر الأكبر على استقرار المنطقة.

إطلاق نار متبادل وإغلاق المعابر

وأغلقت باكستان عدة معابر حدودية رئيسية بعد اندلاع المواجهات، من بينها معبري طورخم وتشمن، إضافة إلى إغلاق معابر ثانوية مثل خرلاشي وأنجور أدا وغلام خان. وجاء الإغلاق عقب إعلان كابول مقتل 58 جنديًا باكستانيًا في عمليات ليلية نفذتها القوات الأفغانية رداً على غارات جوية باكستانية استهدفت مواقع داخل الأراضي الأفغانية في وقت سابق من الأسبوع.

ووفقًا لوكالة الأنباء الباكستانية "APP"، شن الجيش الباكستاني قصفًا مدفعيًا واسعًا على نقاط حدودية أفغانية، ما أسفر عن تدمير عدة مواقع ومقتل عدد من المسلحين. وقال مسؤولون باكستانيون إن تبادل إطلاق النار تراجع صباح الأحد، لكنه استمر بشكل متقطع في منطقة كورام الباكستانية.

تصريحات طالبان

من جهته، أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن القوات الأفغانية سيطرت على 25 موقعًا عسكريًا باكستانيًا خلال الهجمات الأخيرة، مؤكدًا مقتل 58 جنديًا وإصابة 30 آخرين. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في كابول أن الحدود الأفغانية باتت "تحت السيطرة الكاملة"، وأن حكومته تعمل على منع أي أنشطة غير قانونية أو تسلل مسلح من الجانب الباكستاني.

ويبلغ طول الحدود بين أفغانستان وباكستان نحو 2600 كيلومتر، وتعد من أكثر النقاط توتراً في آسيا الوسطى. وتتهم إسلام أباد حكومة طالبان بإيواء مسلحين يشنون هجمات ضد باكستان، وهو ما تنفيه كابول بشدة.

وبينما يرى مراقبون أن الوساطة السعودية القطرية ساهمت في نزع فتيل أزمة كانت قد تتطور إلى صراع مفتوح، فإن حالة الهدوء الحالية ما زالت هشة، وسط ترقب لمآلات الموقف في الأيام المقبلة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار