الذكاء الاصطناعي

كذبة الذكاء الاصطناعي الكبرى.. كيف تخدعك الآلة وتجعلك تصدق ما لا وجود له؟

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

ماذا لو أخبرك أحدهم أن الذكاء الاصطناعي لا يميّز بين الحقيقة والخيال؟ وأنه قادر على اختراع كتب غير موجودة، وإحصاءات وهمية، وحتى أشخاص لم يُخلقوا قط، ثم يخبرك بكل ثقة أن ما يقوله "حقيقي تماماً".

مرحباً بك في عالم هلوسة الذكاء الاصطناعي، الظاهرة التي تهدد مصداقية التقنية الأكثر تأثيراً في عصرنا الحديث، وتضع المستخدمين أمام خطر جديد: الثقة العمياء في الآلة.

إقرأ ايضاً:

تحول غير مسبوق في العاصمة.. مشروع ضخم يبدأ من كل بيت بالرياض والنتائج مذهلةتباطؤ واضح في أسعار العقارات بالسعودية.. ماذا يعني للمستثمرين والمواطنين؟

ما هي هلوسة الذكاء الاصطناعي؟

الهلوسة ببساطة هي عندما ينتج النظام الذكي معلومات زائفة تبدو واقعية بنسبة 100%. قد يختلق مصدراً غير موجود، أو يبتكر معلومة طبية، أو يعطيك رقماً لا أساس له — وكل ذلك في إطار من الثقة واللباقة اللغوية التي تجعل الكذب يبدو منطقياً.

لماذا يهلوس الذكاء الاصطناعي؟

تعود أسباب هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل التقنية المعقدة، أبرزها:

  • البيانات الفاسدة: إذا تدرّب النموذج على بيانات ناقصة أو منحازة، فستكون مخرجاته مضللة.

  • الهيكلة الضعيفة: النماذج اللغوية تتنبأ بالكلمة التالية فقط، دون فهم المعنى الحقيقي.

  • الأسئلة الغامضة: صياغة الأسئلة بطريقة غير دقيقة مثل "ما قصة فتاة القرش؟" قد تدفع النموذج لتأليف قصة وهمية كاملة.

  • فرط التكرار: عندما يتدرّب الذكاء الاصطناعي كثيراً على نفس العينات، يصبح "أسيرها" ولا يرى غيرها.

أنواع الهلوسة

  1. خطأ واقعي: مثل ذكر تاريخ خاطئ أو مكان غير موجود.

  2. معلومة مختلقة: كاختراع شخصية أو مصدر وهمي.

  3. سخرية تحولت إلى حقيقة: مثل توصية أحد النماذج سابقًا بـ "أكل الصخور" – وهو خطأ حدث بالفعل.

خسائر الشركات بسبب الهلوسة

ظاهرة الهلوسة ليست مجرد مشكلة تقنية، بل كارثة اقتصادية أيضًا. فقد خسرت شركة Google أكثر من 100 مليار دولار بعد إجابة خاطئة من نموذجها الذكي، كما ألغى آلاف المستخدمين اشتراكاتهم في بعض الخدمات التوليدية بعد تلقيهم معلومات كاذبة، فيما استغل قراصنة هذه الثغرات لإنشاء مكتبات برمجية وهمية انتشرت عبر الإنترنت.

كيف يمكن مواجهة الهلوسة؟

  • استخدم تقنية RAG لربط النموذج بمصادر خارجية موثوقة.

  • دقّق أسئلتك لتكون واضحة ومباشرة.

  • لا تستبعد البشر من عملية المراجعة والإشراف.

  • نظّف البيانات باستمرار وتجنّب المحتوى المضلل.

  • اسمح للنظام بقول "لا أعلم" بدلاً من تأليف إجابة مزيفة.

حلول إضافية

درّب النماذج على تقارير رسمية بدل التغريدات، وخصصها لمجالات محددة مثل الطب أو القانون، مع اختبارها في سيناريوهات حساسة قبل إطلاقها للعامة.

الذكاء الاصطناعي ليس عبقرياً حقيقياً، بل مقلّد بارع. وعندما لا نحسن التعامل معه، قد يتحول من أداة معرفة إلى آلة كذب خطيرة. إنه الوقت لأن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي باحترام وحذر وصرامة... قبل أن نصبح ضحاياه بأنفسنا.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار