حققت جامعة جازان إنجازًا علميًا عالميًا جديدًا يُضاف إلى سجل إنجازاتها البحثية المتميزة، بعدما نجحت الدكتورة أشواق مدني النزّاوي، أستاذ مساعد واستشارية في قسم الصحة العامة بكلية التمريض والعلوم الصحية، في نشر ورقة علمية بارزة في مجلة Science العالمية، إحدى أعرق المجلات العلمية في العالم، حملت عنوان: "1206 جينوم تكشف عن أصل وحركة بعوضة Aedes aegypti التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحمى الضنك".
وتُعد الدراسة واحدة من أضخم الأبحاث الجينية التي أُجريت على بعوض Aedes aegypti، الناقل الأساسي لفيروس حمى الضنك، إذ قامت بتحليل 1206 جينومًا كاملاً لهذا النوع من البعوض، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تتبع تطوره وانتشاره حول العالم.
إقرأ ايضاً:
500 مليون دولار في الأفق.. ما سر الإقبال الكبير على صكوك الإنماء؟شاب مسلم يربك السياسة في نيويورك.. من مغني راب إلى مقعد العمدة!تحذيرات جديدة من أمانة مكة.. مخالفات بسيطة قد تكلف السكان آلاف الريالات!وأوضحت نتائج البحث أن هذا النوع من البعوض نشأ في غرب إفريقيا، حيث تكيف تدريجيًا مع البيئة السكنية والبشرية، قبل أن ينتقل إلى الأمريكيتين عبر حركة البشر، ثم يعود لاحقًا إلى إفريقيا على شكل سلالات مختلفة، ما أدى إلى تشكّل أنماط وراثية جديدة أكثر تعقيدًا.
كما كشفت الدراسة أن الاختلاط الجيني بين السلالات المختلفة الناتج عن هذا الانتقال ساهم في ظهور أنواع من البعوض أكثر مقاومة للمبيدات الحشرية، وأكثر قدرة على نقل الفيروسات المسببة للأمراض، مما يجعل السيطرة على حمى الضنك وغيرها من الأوبئة أكثر صعوبة على المستوى العالمي.
وتُعد نتائج هذا البحث مرجعًا علميًا دوليًا مهمًا للمنظمات الصحية والجهات البحثية حول العالم، إذ تفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات أكثر دقة وفعالية في مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل الحشرية، وتعزيز الجهود الرامية إلى الحد من انتشارها.
وقد جاءت هذه الدراسة بالتعاون مع فريق بحثي دولي يضم علماء من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وبوركينا فاسو، وسريلانكا، وتايوان، وإندونيسيا، في نموذج متكامل للتعاون العلمي العابر للحدود، يجسد أهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
وأكدت جامعة جازان أن هذا الإنجاز يعكس التزامها الراسخ بدعم البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم الإنسان والمجتمع، ويُسهم في تعزيز مكانة المملكة ضمن المشهد العلمي العالمي. كما يعبر عن توجه الجامعة نحو إنتاج المعرفة المبتكرة التي تواكب الأولويات الوطنية في مجالات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة، بما يعزز ريادة المملكة في مسيرة رؤية السعودية 2030 نحو التنمية المستدامة والابتكار العلمي.