الهواتف الذكية

مدينة يابانية تفاجئ العالم بقرار غريب بشأن الهواتف الذكية.. التفاصيل تثير الجدل

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في خطوة أثارت اهتمام العالم، قررت مدينة تويوآكي اليابانية تطبيق مرسوم محلي فريد من نوعه يدعو السكان إلى تحديد استخدام الهواتف الذكية بساعتين فقط يوميًا، دون فرض أي عقوبات على من يتجاوز هذا الحد. الهدف، بحسب السلطات المحلية، هو تعزيز العلاقة الصحية بين الناس والتقليل من الاعتماد المفرط على الشاشات.

وقال رئيس بلدية تويوآكي ماسافومي كوكي في حديثه لـ"وكالة فرانس برس" إن الدافع وراء القرار هو القلق المتزايد من الآثار السلبية الناتجة عن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية، وعلى رأسها تراجع التواصل البشري المباشر. وأضاف: "في كل مكان، أرى الناس ينظرون إلى شاشاتهم، حتى في القطارات، لم يعد أحد يتحدث مع الآخر. أردت أن أمنح السكان فرصة للتفكير في هذه الظاهرة."

إقرأ ايضاً:

الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

المرسوم، الذي أُقِر بأغلبية 12 صوتًا مقابل 7 داخل المجلس البلدي، دخل حيّز التنفيذ مؤخرًا، ويتضمن توصيات للبالغين والأطفال بشأن الاستخدام المناسب للهواتف، وأجهزة الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية. لكن القرار غير ملزم قانونيًا، إذ لا تترتب عليه أي غرامات أو عقوبات، بل يُعد توجيهًا يهدف إلى تشجيع التنظيم الذاتي.

ورغم أن القرار واجه في البداية معارضة واسعة من السكان البالغ عددهم نحو 68 ألف نسمة، فإن كثيرين غيروا موقفهم بعد أن علموا أن الحد اليومي لا يشمل فترات العمل أو الدراسة، وأن المرسوم مجرد توصية طوعية وليست إلزامية.

لكن ليس الجميع مقتنعًا. فقد وصف شوتارو كيهارا، طالب الحقوق البالغ 22 عامًا، القرار بأنه "عديم الفائدة للشباب"، موضحًا أن الهواتف أصبحت وسيلة للدراسة والترفيه والتواصل في آن واحد. أما عضو المجلس البلدي ماريكو فوجي (50 عامًا)، التي صوتت ضد المرسوم، فقالت: "لا أحبذ فكرة تنظيم وقت فراغ الناس بقرار رسمي، فهذا يعتبر تدخلًا في حياتهم الخاصة."

من جهة أخرى، أشار تلميذ يُدعى إيكا إيتو، يبلغ من العمر 13 عامًا، إلى أنه يستخدم هاتفه ما بين أربع إلى خمس ساعات يوميًا، لكنه بدأ مؤخرًا بتقليل الوقت طوعًا بعد سماعه بالمرسوم، دون أي ضغط من والديه.

ويحث القرار تلاميذ الابتدائي على تجنب استخدام الهواتف بعد التاسعة مساءً، بينما يُوصي طلاب الإعدادي والثانوي بعدم استخدامها بعد العاشرة ليلًا.

وتكشف الدراسات أن قلة النوم أصبحت من أبرز مشكلات المجتمع الياباني، ويرتبط ذلك غالبًا بطول ساعات العمل وكثرة استخدام الهواتف. وأكدت كوكوكا هيرانو (59 عامًا) أنها تعاني من قلة النوم بسبب هاتفها، قائلة: "أبدأ بالبحث عن معلومات، ثم أجد نفسي أتابع الأخبار حتى وقت متأخر."

ورغم أن كثيرين يرون أن ساعتين غير كافيتين، فإن رئيس البلدية يرى أن المبادرة خطوة مهمة لتشجيع التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، خصوصًا للأجيال الصغيرة، مؤكدًا أنه يطبق الأمر داخل بيته أيضًا، حيث يتجنب أفراد أسرته استخدام الشاشات أثناء تناول الطعام.

بهذا القرار، تسعى تويوآكي إلى تغيير نمط الحياة الرقمية في مجتمع يُعرف بانغماسه في التكنولوجيا، في محاولة لإعادة التواصل الإنساني إلى مكانه الطبيعي.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار