في تصريحات جديدة تحمل دلالات اقتصادية مهمة، أكدت كريستالينا غورغيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة مجددًا خلال العام الجاري، لكن هذا القرار يجب أن يتم بحذر شديد، مع مراعاة التوازن بين تباطؤ النمو الاقتصادي ومؤشرات توقف تراجع التضخم في الولايات المتحدة.
وأوضحت غورغيفا، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن الاقتصاد الأمريكي أظهر متانة فاقت التوقعات خلال العام الجاري، إذ حقق نموًا بنسبة 3.8% في الربع الثاني من عام 2025، وهو أداء أقوى من معظم التقديرات السابقة. وأشارت إلى أن الطلب الاستهلاكي لا يزال نشطًا، رغم بعض المؤشرات التي تُظهر تراجعًا في قوة سوق العمل مقارنة بالفترات الماضية.
إقرأ ايضاً:
التأمينات توضح شروط صارمة لساند .. هذا البند يُسقط استحقاقك دون أن تشعر"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلة"موتورولا" تعلن Edge 70.. تصميم نحيف يقلب الموازين وتقنيات ذكاء اصطناعي فريدة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وقالت غورغيفا: "إن الصورة الاقتصادية ليست واضحة تمامًا، فبينما يظهر التضخم إشارات على الاستقرار، فإن مؤشرات النمو بدأت تتباطأ، ما يجعل من الضروري أن يتعامل الفيدرالي الأمريكي بحذر في قراراته المقبلة."
يُذكر أن البنك المركزي الأمريكي كان قد خفّض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر الماضي، في خطوة وصفها رئيسه جيروم باول بأنها تهدف إلى الحفاظ على سياسة نقدية متوازنة، تُبطئ التضخم دون أن تُضعف سوق العمل بشكل مفرط. وأكد حينها أن البنك يسعى لتوفير مرونة اقتصادية تساعد في التعامل مع أي تراجع محتمل في النشاط الاقتصادي.
وفي جانب آخر من حديثها، تطرقت مديرة صندوق النقد الدولي إلى الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن المستهلكين الأمريكيين لم يشعروا بعد بتأثيرها الكامل، لأن العديد من الشركات قامت بزيادة مخزوناتها قبل تطبيق تلك الرسوم. وأضافت أن الشركات ذات الهوامش الربحية المرتفعة تتحمل في الوقت الحالي جزءًا كبيرًا من هذه التكاليف.
وأوضحت غورغيفا أن قرارات ترامب بشأن الرسوم تأتي بعد عقود من السياسات التجارية المنفتحة في الولايات المتحدة، ما غيّر من خريطة التجارة العالمية وأدى إلى نشوء نظام اقتصادي متعدد الأقطاب، إذ تسعى العديد من الدول الآن إلى توسيع شراكاتها الإقليمية وتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة خارج الإطار التقليدي.
وختمت غورغيفا حديثها بالتأكيد على أن العالم لن يعود كما كان قبل جائحة كوفيد-19، مشيرة إلى أن مناطق مثل رابطة دول آسيان، ودول الخليج، وبعض اقتصادات أفريقيا باتت تمتلك فرصًا قوية للنمو عبر تعزيز التكامل الإقليمي في التجارة والخدمات المالية، وهو اتجاه وصفته بأنه "صحي وإيجابي" للاقتصاد العالمي في المستقبل.